أسعار الحطب تشتعل وتحرق جيوب المواطنين … البديل الوحيد في ظل قلة المازوت وسوء “الكهرباء” وشح الغاز… زكريا: السعر يخضع للعرض والطلب

تأتي تكاليف المعيشة في فصل الشتاء مضاعفة على المواطن الذي يعيش بالأساس حياة صعبة نتيجة لعدة ظروف و تزيد همومه ، ففاتورة المعيشة الشهرية خلال هذا الفصل في ظل ارتفاع أسعار المشتقات النفطية والغذاء والألبسة تزيد عن 300 ألف ليرة للأسرة الواحدة في حين لا يزيد أجر أصحاب الدخل المحدود عن (60)ألف ليرة, وأثبتت الوقائع أن الحد الأدنى من احتياجات الأسرة هو 300 لتر مازوت أو 2 طن من الحطب وثمن وقود التدفئة فقط هو أعلى من دخل الأسرة ،فما هو الحل ؟!وكيف سيتدبر المواطن أوضاعه شتاء ؟!!

استطلعت العروبة آراء المواطنين حول أسباب التحول إلى التدفئة على الحطب والأسعار المتغيرة خاصة بعد لجوء الغالبية العظمى من المواطنين لهذا الحل للتحايل على برد الشتاء.

أبو محمد من قرية الجابرية قال : معظم الأسر في الريف لم تستلم مخصصاتها من مادة المازوت عبر البطاقة الذكية الأمر الذي دفعهم إلى شراء الحطب بهدف التدفئة ليرتفع سعر الطن إلى 150 ألف ليرة بعد أن كان سعره العام الماضي يتراوح بين 60 -80 ألف ليرة.

أبو مصطفى من  قرية القبو قال :في ظل عدم توفر مازوت التدفئة في الوقت الحالي وشح الغاز والانقطاع الطويل للكهرباء لا يوجد بديل للأهالي سوى التوجه إلى استخدام الحطب رغم أن هذا الحل لا ينفع القاطنين في المدن باعتباره من الصعب استخدامه في الشقق السكنية ،بالتوازي مع زيادة الإقبال على شراء الحطب في الريف باعتباره وسيلة التدفئة الأولى فيه ,مما ساهم في رفع سعر الطن “حسب النوع والجودة “ليصل إلى 150الف ليرة.

أبو شادي من قرية فلة قال : في كل عام ومع بداية فصل الشتاء ترتفع أسعار الحطب لكن في هذا العام ارتفعت الأسعار إلى الضعف تقريباً عن العام السابق مع زيادة الإقبال على شرائه لأنه يمنح الدفء أكثر من المازوت ناهيك عن قيام ربات البيوت باستخدام مدفأة الحطب في أعمال الطبخ وتسخين المياه مما يوفر استخدام الغاز المنزلي.

أبو إبراهيم من حي العباسية قال :بالرغم من أنني أسكن في بناء طابقي داخل المدينة إلا أنني اشتريت الحطب لاستخدمه في التدفئة ،وبرر الأمر بالقول :أصبحنا في شهر كانون الثاني فمتى سيصلنا دور تعبئة مخصصاتنا من المازوت ؟ عندما ينتهي فصل الشتاء ؟!

أما قصي اختصر الطريق على نفسه بانتظار توزيع المازوت أو بشراء المادة بأضعاف سعرها من السوق السوداء ،حيث  قام بتعبئة المازوت من مخصصات قريته الواقعة في الريف الغربي للمحافظة كونها إحدى القرى المتضررة من الحرائق والتي تم تأمين  المادة للأهالي القاطنين  فيها علماً أن سعر (كالون) المازوت سعة 18 ليتراً وصل في السوق السوداء إلى 22 ألف ليرة.

 عصام يعمل في تجارة الحطب أشار إلى أن هناك إقبالاً كبيراً على شراء المادة وخاصة مع التأخر في توزيع المازوت  ، منوهاً  إلى أن البعض يشترون الحطب وهم يسكنون في شقق سكنية  ” في المدينة  وأن معيار تحديد أسعار الحطب يتم بناء على العرض والطلب ، فكلما  زاد الطلب على  المادة زاد سعرها ، ناهيك بأن كل نوع من الحطب له سعر معين .

“عدنان ” يعمل  أيضاً في تجارة الحطب ” قال :  انتشرت سوق سوداء للحطب بعد زيادة الطلب على المادة من قبل المواطنين الذين ينتظرون دورهم في الحصول  على المازوت ، فهذه الكمية لا تكفي الأسرة شهر تقريباً ، فكيف يتدبر أهالي الريف الغربي من المحافظة أمر التدفئة فبرودة  الطقس مضاعفة نظراً لطبيعة المنطقة ، مما يضطر الكثير منهم  إما إلى التحطيب الجائر أو شراء الحطب بأسعار  مرتفعة في ظل ندرة الغاز وانقطاع التيار الكهربائي لساعات طويلة .

ليس لها آلية عمل

موفق زكريا  رئيس مكتب التسويق في اتحاد فلاحي حمص  قال :  تأمين مادة الحطب ليس لها آلية عمل معينة وتخضع للعرض والطلب وما هو متوفر  وليس لها مواسم ثابتة  وممكن أن يكون مصدرها اقتلاع أشجار معمرة قديمة واستبدالها بزراعة غراس جديدة, وأحيانا   يتوفر من نتاج  تقليم الأشجار  كالكرمة والزيتون  وبسبب عدم توفر المحروقات (مازوت التدفئة و الغاز) ارتفع سعرها    .

أخيرا

في ظل شح البدائل من مازوت تدفئة والغاز  والظروف المادية الصعبة   اضطر  المواطن إلى استخدام  الحطب  كوسيلة للتدفئة بدلا من مادة المازوت لمواجهة الشتاء والذي  أيضا شهد ارتفاعا بأسعاره قياسا للسنوات السابقة   فضلا عن رداءة بعض أنواعه وانقطاعه المتكرر  من السوق  ، وفي ظل الظروف الصعبة وعدم توفر البدائل أصبح  هناك صعوبة بتأمين  حاجة المواطن ولو كانت بالحد الأدنى من مادة المازوت   وقد يكون أحد الحلول أمام المواطن التوجه نحو التدفئة بالحطب واستخدام الطرق البدائية الأولى التي كانوا يستخدمونها في السابق .

بشرى عنقة _هيا العلي

المزيد...
آخر الأخبار