مسيرة موسيقية حافلة بالعطاء والتميز بدأها عازف الكمان مروان غريبة في السبعينيات، استطاع من خلالها أن يبرز كأهم العازفين على آلة الكمان ليذيع صيته على مستوى سورية والوطن العربي ليعزف إلى جانب فنانين كبار منهم صباح فخري ووديع الصافي وفيروز وقاد فرقهم الموسيقية فضلا عن دوره في تأسيس عدد من الفرق الموسيقية في محافظة حمص فهو أحبّ آلة الكمان وعشقها، و برع في العزف عليها وكشف أسرارها .
نقلة نوعية
عن مشواره ونشاطاته الفنية قال :بدا شغفي بالموسيقا منذ الصغر عندما أرسل لي أخي آلة الكمان وأصبحت أتمرن عليها بشكل مستمر ،ولكن الانطلاق كان بعمر السادسة عشر، فبدأت أشارك في الحفلات الموسيقية ضمن مدينة حمص مع المطربين آنذاك ، وعام 1980 كان بالنسبة لي نقلة نوعية في حياتي الفنية حيث جاءني عقد مع الإذاعة الليبية ولأول مرة ادخل الوسط الإذاعي حيث عزفت النوتة والتسجيلات الدقيقة التي لا مجال للخطأ فيها واحتككت مع موسيقيين محترفين لهم تاريخ في الموسيقا منهم من مصر وقد استفدت من خبرتهم كثيرا في العمل بالوسط الفني والعمل الإذاعي أحدهم احد العازفين المصريين عمل مع السيدة أم كلثوم و هذا دفعني للاستمرار حتى استطعت الوصول لمراحل متطورة في العزف ولمستويات الموسيقيين المحترفين ، وبعد فترة قصيرة عينت بقرار رسمي من الإذاعة الليبية العازف الأول في الإذاعة الليبية أي العازف المنفرد أثناء عزف اللحن (صولو يست ) وعزفت مع كبار المطربين العرب أمثال عليا التونسية ،نصر شمسي الدين ،فهد بلان ، وخلال وجودي في الإذاعة الليبية لمدة عامين استفدت كثيرا من الخبرة الإذاعية والموسيقية و جعلتني أدرس النوتة الموسيقية..
و تابع قائلا :بعد عودتي من ليبيا عام 1983 -1984 تعرفت على الفنان الكبير صباح فخري وأمضيت معه رحلة عمل جميلة مدتها سبع سنوات وأصبحت قائدا لفرقته وشاركت معه في أهم الحفلات والمهرجانات وخلال عملي معه عزفت على أهم مسارح العالم منها القاعة الملكية للمهرجانات في لندن وفي مدينة كان في فرنسا وفي قاعة بيتهوفن في ألمانيا ، و أثناء تواجدي في المغرب حصلت على الوسام الذهبي من المغرب .
واستذكر الكثير من المواقف والذكريات المؤثرة في حياته وكان أهمها حفلة في الولايات المتحدة الأمريكية مع الفنان الكبير صباح فخري حضرها المخرج العالمي مصطفى العقاد والشاعر الكبير نزار قباني الذي وقف في نهاية عزف منفرد له ليصفق بفرح عارم وهذا أجج في داخله إحساسا وشعوراً جميلاً لن ينساه طوال حياته .
و أضاف : في عام 1996 دعيت من قبل الدكتورة رتيبة الحفني عميدة المعهد العالي ودار الأوبرا بمصر لأكون عضوا في لجنة التحكيم الدولية لآلة الكمان في المهرجان الموسيقي السنوي في دار الأوبرا المصرية وهذه خطوة مهمة في تاريخي الفني نلت عليها جائزة تقدير من دار الأوبرا المصرية .
وفي عام 1998 تعرفت على الأستاذ وديع الصافي الذي سره عزفي واعتبرني مايسترو الفرقة وهو ما حملني مسؤولية كبيرة كما عملت لفترة مع فرقة نقابة المعلمين.
و أشار غريبة إلى أن انتسابه إلى نادي دار الفنون العريق في حمص منذ منتصف السبعينيات و الذي كان يرأسه المرحوم زيد حسن أغا أضاف له خبرة استفاد منه فيما بعد في حياته المهنية وتم تكريمه من قبل نقابة الفنانين في الجمهورية العربية السورية عام 2017 في حفل فني حاشد أقيم على مسرح دار الثقافة في حمص قام بتسليمه درع المهرجان الفنان زهير رمضان رئيس نقابة الفنانين و أمين رومية رئيس فرع حمص لنقابة الفنانين كما تم تكريمه من مشروع مدى الثقافي في حفل فني أقيم في صالة سامي الدروبي في المركز الثقافي وتم تسليمه درع التكريم في نهاية الحفل الختامي .
ومن الفنانين الكبار الذين عمل معهم الفنان غريبة قال : عملت مع الكثير من الفنانين السوريين والعرب ومنهم جورج وسوف- عازار حبيب – سمير يزبك- عليا التونسية وغيرهم.
شغف كبير
وعن سبب اختياره لآلة الكمان قال : آلة الكمان تستهويني منذ الصغر وشعرت بشغف كبير نحوها منذ النظرة الأولى وبعد التعمق فيها عشقتها أكثر واكتشفت فيها عوالم لم اعرفها سابقا وآلة الكمان من الآلات الموسيقية الاوركسترالية العالمية الأكثر تعبيرا عن مكنونات المؤلف الموسيقي .
علاقة متواصلة
وعن صفات العازف الناجح قال : يجب على العازف أن يتمرن بشكل يومي ولعدة ساعات حتى يبقى محافظا على لياقته بالعزف.
وعن رأيه بواقع الموسيقا الحالي وكيف يراه قال : مع الأسف غير مرض و في مسار متدن وهبوط ساعد في ذلك انتشار الفضائيات التي تقدم فنا رخيصاً وأصبحت الموسيقا في مكان لاتحسد عليه وهناك من يشاهد الأغنية ولا يسمعها ولكن الأمر لا يخلو من وجود ومضات جميلة ومن خلال تواجدنا في الساحة الفنية نحاول قدر الإمكان أن نخرج من تراثنا الموسيقي الجميل وان نتمسك بمسار الغناء الأصيل الذي يبرز هويتنا الأصيلة والأمر يحتاج لتدارك الجهات المعنية وهناك دور هام للإعلام في التركيز على الفن الجاد، ونشر الوعي الموسيقي والتركيز على مسألة التذوق الموسيقي الجميل وإبرازه وذلك من خلال تدريس التربية الموسيقية مادة التذوق الموسيقي في المناهج التعليمية خاصة في الصفوف الأولى وهذا سيساهم في زرع الفن الأصيل والجاد وتنمية التذوق الموسيقي لدى الأجيال الشابة وإبراز هويتنا الموسيقية العربية الأصيلة والمحافظة عليها .
يذكر أن غريبة عضو في نقابة الفنانين منذ عام 1987 وحتى الآن وفي الانتخابات عام 2020 انتخب عضوا في مجلس فرع حمص لنقابة الفنانين ولايزال حتى الآن ويترأس حاليا ومنذ عشر سنوات فرقة نقابة الفنانين فرع حمص .