مركز الأطراف الصناعية يعاني من ضيق المكان وقلة الكوادر الفنية..

 تركت الحرب الظالمة منعكسات سلبية كثيرة على الشعب السوري وتعرض  العديد من المواطنين لبتر أحد أطرافهم بسبب الإرهاب ولتقديم الخدمات الصحية للمصابين قامت وزارة الصحة  في عام 2016 بإحداث مركز لتصنيع و تركيب الأطراف الصناعية في محافظة حمص بهدف خدمة المواطن و توفير عناء السفر و الجهد و المال إلى دمشق و المعالجة في مشافي ابن النفيس أو حاميش .. مع الإشارة إلى أن تصنيع و تركيب الأطراف يقدم مجاناً للمواطنين المدنيين و العسكريين في المركز.

زارت العروبة مركز الأطراف الصناعية  الكائن في حي جورة الشياح و التقت عددا من المراجعين و الفنيين و إدارة المركز..

الخدمة مجانية

شادي عبد الكريم بربور من مدينة حمص قال : أصبت خلال الحرب على سورية مما تسبب بـبتر الطرف السفلي الأيمن و مع الوقت أصبت بغرغرينا الأمر الذي أدى إلى بتر الطرف كاملاً و أنا اليوم بحاجة لتركيب طرف حتى أستطيع السير بمفردي دون عكاز و مواصلة حياتي بشكل طبيعي بعد أن أصبحت مقعداً وكنت أتلقى العلاج في مشفى الهلال الأحمر وتم تحويلي  إلى مركز الأطراف الصناعية ولدى مراجعتي المركز لمست المعاملة الجيدة  مع المراجعين , ويقوم الكادر الفني بإجراء ما يلزم بكل رحابة صدر و خلال فترة وجيزة يتم تصنيع الطرف و تركيبه و التدريب عليه,كما يتم تزويد المريض بالتعليمات اللازمة و متابعتها حتى تستقيم حالة المريض والأهم  أن الخدمة تقدم مجانا.

خليل قرمش من محافظة حماة قال : أعاني من بتر طرف سفلي تحت الركبة “بتر عبر الأمشاط “بسبب مرض السكري ,علماً أنني كنت اقصد مركز الأطراف في مشفى ابن النفيس للمعالجة, بعد ذلك تم تحويلي إلى هذا المركز المحدث في حمص, وأكد أن التعامل مع المراجعين  جيدا  و يقوم الفنيون بالمركز بإجراء ما يلزم من القياس وصنع و تركيب الطرف خلال أسبوع واحد بكل مهنية  ,وأضاف :  تم تزويدي بالتوجيهات و التعليمات اللازمة بعد تركيب الطرف منذ حوالي العام تقريباً و اليوم أراجع المركز لتعديل “السوكيت ” و هو عبارة عن قميص بلاستيكي للطرف المبتور يتضمن مناطق ارتكاز و تعليق الطرف و هو مصنوع من البرلون و ريزون بلاستيك و آليات كربون و آليات زجاجية إضافة إلى جراب خاص من السيلكون.

 و تابع : المركز وفر  علي  المال الذي لا املكه لتركيب  طرف صناعي فهو مكلف, و قد تغيرت حياتي للأفضل بعد تركيب الطرف وأصبح بإمكاني  السير  و التنقل و لهذا أثره النفسي الطيب لدي مبينا أن  الخدمات التي يقدمها المركز كبيرة و قيمتها لا تقابل بثمن.

لا تعويضات للفني

يعمل في  المركز ثلاثة فنيين فقط لتركيب الأطراف و هو عدد قليل جدا قياساً بحجم العمل الذي يقدمه المركز منذ إحداثه حتى اليوم.

مهدي حبابة فني أطراف صناعية قال :  العمل الذي نقوم به من المهن الخطرة ابتداء من المواد الكيماوية الضارة و الخطرة معاً  علماً أنه لا تصرف أية تعويضات لنا  ونحن  بحاجة لبدلات عمل – و قفازات خاصة و خوذة…  ويؤكد أن الفني قد يتعرض للإصابة بجروح كثيرة في يديه  أثناء استخدام آلة التصنيع  و يستنشق الروائح الكيماوية الكريهة والمؤذية التي تنطلق من المواد الأولية من وقت لآخر منوها  أن عدد الفنيين في المركز  قليل و حجم العمل كبير و نتمنى أن يتم تعديل طبيعة العمل  فهي لا تتجاوز 4% فقط ولا تتناسب مع الجهد المبذول .

بحاجة لدورات تدريبية

 يقول أحد الفنيين: نحن بحاجة لدورات تأهيل وتدريب خاصة بحالات البتر من الركبة وما فوقها .. إذ ترد للمركز كثير من هذه الحالات وتحال إلى دمشق – مشفى ابن النفيس أو حاميش لعدم وجود خبرات خاصة بتصنيع هذا النوع من الأطراف وقلة عدد الكوادر الفنية ، فالدورات تعمل على رفع سوية الخبرة العلمية الخاصة بهذه بالأطراف العلوية والأطراف فوق الركبة ونتمنى على الجهات ذات العلاقة لحظ ذلك وتأهيل وتدريب  الفنيين بالمركز كي يتحسن الأداء مما ينعكس إيجاباً على كل من المراجع والمركز معاً .

المركز حديث .. بحاجة لفنيين !

مديرة المركز الدكتورة نسرين طراف قالت :  كانت البدايات في إحداث المركز عام 2016 جراء الإصابات الكثيرة التي تعرض لها المواطنون خلال الحرب على سورية وبتر أطرافهم إضافة إلى إصابة البعض بأمراض السكري أو تعرضهم للحوادث وما شابه ذلك الأمر الذي حدا بوزارة الصحة إلى إحداث وافتتاح المركز لتوفير الجهد والوقت والمال وعناء السفر عن المواطنين في المحافظة والمحافظات الأخرى القريبة منها .

 وذكرت انه وبدعم من إحدى المنظمات تم تقديم المواد الخاصة بالأطراف الصناعية وإقامة دورات خاصة بالبتر تحت الركبة للفنيين وهم ثلاثة فقط , وعددهم غير كاف لتغطية حاجة المركز ونحن بانتظار خريجي المعهد الصحي من هذه الاختصاصات .

وحول المستلزمات الأساسية وتوفرها قالت :  المركز بحاجة لقطع الأطراف الصناعية المتعلقة بالأقدام ومحاور المفاصل وجرابات السيليكون والشوك والسوكيت ( القميص البلاستيكي وهو يصنع بالآلات وقطع أخرى) , وتستجر المواد الأولية من مديرية الصحة, إضافة إلى الحاجة لأجهزة المعالجة الفيزيائية, و نعاني في المركز من ضيق المكان وحبذا لو يتم  تعديل تعويض طبيعة العمل للفنيين  وأن يعاملوا معاملة المعالجين الفيزيائيين.

الخبرات وطنية وبكفاءة عالية

وأشارت إلى أن المركز يعمل  على مدار أيام الأسبوع ويقدم خدماته للمواطنين المدنيين والعسكريين مجاناً ويتم تصنيع الأطراف بالمركز بخبرات وطنية أكاديمية – اختصاص أطراف اصطناعية بدائل ومقومات, كما يقوم المركز بتزويد المريض بتوجيهات وإرشادات تتعلق بوضعه الصحي.

وأضافت : نتمنى التعاون مع وزارة التعليم العالي لإقامة دورات خاصة بالبتر فوق الركبة وللأطراف العلوية  لتأهيل الفنيين وتحسين الأداء لديهم وتقديم الخدمة الأفضل للمواطن.

وتتابع مديرة المركز : يراجع المريض المركز عند حدوث أية  إشكالية طبية لديه وعملياً هو يحتاج سوكيت واحد أو  اثنين حتى يستقر وضعه .

وقد قام المركز منذ تأسيسه وحتى اليوم بتقديم خدمات لـ 600 مريض ومنهم من احتاج لأكثر من خدمة  مع الإشارة إلى أن المركز يقدم المعالجة الفيزيائية للمراجعين إذ يضم أربعة  معالجين .

 الطرف  مكلف

و حول تكلفة الطرف ذكرت الدكتورة  طراف أن ثمنه لدى القطاع الخاص يقارب 600ألف ليرة سورية للطرف العادي  والمركز يقدم طرفاً وطنياً نوع أول وهو جيد مصنوع من مادة البولي فون وعند توفر مادة السيلكون تصنع الأطراف منها وهي من النوع الممتاز وتخصص لحالات مرضية خاصة ويتم العمل في ضوء الإمكانات المتاحة وتقديم الخدمة الأفضل.

تحقيق وتصوير : نبيلة إبراهيم

   

 

المزيد...
آخر الأخبار