يشكل رحيق الأزهار ثروة حقيقية بالنسبة لمربي النحل كونه العمود الأساسي لازدهار و نشاط عملهم وبعد أن منيت الحقول والبساتين بخسارات كبيرة نتيجة الحرائق عادت خسائر مربي النحل لتطفو على السطح مجدداً منذرة بنقص يتراكم فوق النقص الذي حصل نتيجة ظروف الحرب خلال السنوات الماضية ..
العروبة التقت عدداً من مربي النحل منهم من نلتقيه للمرة الثانية أو الثالثة و منهم من دخل إلى (الكار) من جديد بعد أن بحث و استفسر و يحاول أن يثبت نفسه في هذا المجال وأوضح المربي عدنان أن النحل ( رحال ) أي يجب نقل الخلايا من مرعى لآخر حسب المواسم و أثّر تراجع الغطاء النباتي و الحرائق الكبيرة في مناطق مختلفة على إنتاج النحل , وأشار آخرون إلى أن ريف الرستن كان من المراعي الجيدة كونها منطقة غنية بالزراعات المروية , ومع العودة التدريجية لمختلف الزراعات نشهد تحسناً بالإنتاج , وأكد مرب آخر أن الدبور الأحمر يعتبر أحد أخطر الأعداء للنحل و الذي يأتي على الخلية كلها ومن الممكن أن يدمرها كلها ووجوده وعدم إمكانية القضاء عليه تحد من زيادة الإنتاج و تحسنه كما أن الاستخدام الجائر للمبيدات الحشرية يؤدي للضرر بالنحل وبالتالي خسارة و نقصاناً بكميات الإنتاج .
المربي محمود العلي قال :إن الغلاء يزيد الطين بلة فرغم كل الصعوبات من عدم تواجد المراعي المتنوعة والكافية و عدم إمكانية ترحيل الخلايا من مكان لآخر يأتي غلاء الأسعار ليكسر ظهر المربي و يجعله عاجزاً عن متابعة عمله تقريباً و نواجه كمربي نحل صعوبات كبيرة في تأمين مستلزمات النحل الفنية و الطبية وتسويق المنتج بأسعار منصفة لنا و للمستهلك وهذا ما أكده النحال أبو أحمد من ريف منطقة تلكلخ إذ أن عدم استقرار الأسعار التي تشهد ازدياداً يومياً تقريباً بالنسبة للخلايا و الإطارات الخشبية و شمع الأساس والبدلات الواقية وأدوات فرز العسل كلها يرتفع سعرها بشكل غير منطقي و بدون أي ضوابط و الأمر ذاته بالنسبة للمستلزمات الطبية الوقائية و العلاجية و بتنا نملأ العبوات ذات السعات المنخفضة ربع كيلو و نصف كيلو لنتمكن من تسويق المنتج بشكل يلائم الزبون و النحال.
100 طن إنتاج العام الماضي
من جهته أوضح رئيس شعبة النحل و الحرير المهندس ناصر شوفان أن عدد خلايا النحل العامرة (خلايا أمهات و طرود نحل) في المحافظة وصل إلى 26500 خلية نحل حسب الإحصاء الوارد من الدوائر الزراعية التابعة لمديرية زراعة حمص , مشيراً إلى أن عدد المربين في المحافظة يصل إلى 1450 مربياً وخلال العام الماضي وصل إنتاج المحافظة الإجمالي من العسل إلى 100 طن ومن خلال المتابعة و التواصل مع مربي النحل فإن عدد الخلايا في ازدياد بنسبة جيدة .. عسل مغشوش
أجمع مربو النحل الذين التقت بهم العروبة أن تربية النحل بحر كامل وعميق والعمل في هذا المجال حساس جداً وبحاجة لخبرة و دراية كافية , كما أنه بحاجة لدعم حكومي مادي و علمي ليحقق الهدف و الربح المنشود و بالتالي الدعم الحقيقي للاقتصاد الوطني ولابد من ضبط عمل البائعين الجوالين الذين يبيعون العسل المطبوخ أو المغذى و في رواج هذا النوع إساءة للمنتج الأصلي الحلقة الأهم .
وخلال جولة العروبة على عدد من محال بيع العسل في المدينة و سؤالنا لعدد من المربين عن حالة تسويق المنتج أكدوا أن الحركة التسويقية ضعيفة جداً ولايمكن مقارنتها بسنوات سابقة… و هذا الأمر أكده مواطنون التقتهم العروبة و أكدت إحدى السيدات بأن آخر سعر تعرفه لكيلو العسل هو 12 ألف ليرة و بعدها لم تعد تسأل عن السعر لعدم قدرتها على التزود ولو بأوقية منه … رجل خمسيني أكد للعروبة أن الطبيب وصف له أحد أنواع العسل كمساعد للعلاج و سعره يتجاوز 20 ألف ليرة و لن يتمكن يوماً من شرائه فالحاجيات الأساسية أهم..
ولسنا بعيدين عن حالة المواطن الذي بات العسل أحد آخر همومه اليومية التي تتزايد كل يوم مقابل دخله المتضائل أمام تراكم الأساسيات .. فهل سنشهد توازناً يعيد العسل لقائمة المشتريات أم أنه بعيد عن العين و اليد و سيبقى مجرد منتج نتغنى بوجوده بالأسواق دون إمكانية شرائه.
العروبة – هنادي سلامة