“صنع في سورية “عبارة تزيل مهرجانات التسوق التي افتتحت مؤخراً في مدينتنا حمص العدية خدمة للمواطن وترويجاً للبضائع السورية ،استبشرنا بها خيراً خاصةً وأنها ووفق الدعاية والإعلانات التي سبقت المهرجان الأول والثاني فيها كسر للأسعار والسَّوق عكس السوق يعني تخفيضات وعروضاً مغرية حقيقية وليست وهمية ولحق حالك يا مواطن واشتر ما استطعت إليه سبيلا كون العرض محدوداً وطبعاً المواطن السوري المثقل بنكبات الغلاء وبالوعود الفاجعة المتتالية والتي يرتطم بها عقله وقلبه مع توالي الساعات بتقلبات الأسعار اللامنطقية وانعدام حس المسؤولية وافتقاد الوازع والضمير وقيود الردع والعقاب ،هذا المواطن المعتر مع أنه يعلم بأن تجريب المجرب عقله مخرب لكنه يضع على الجرح ملحاً ويتابع سيره ليلحق الكذاب إلى باب الدار وليكون شاهداً حياً على انعدام مصداقيتهم فيما سّوقوا وانساقوا إليه ،..فلا محل أو ركن داخل أروقة المهرجان للتخفيضات التي تغنوا بها والرابح هو التاجر الذي يضرب عدة عصافير بحجر واحد في مهرجان يستقطب القاصي والداني .. وشر البلية الإذلال الذي سوقه القائمون على مهرجان التسوق بوجود أقسام مجانية خاصة بأسر الشهداء وليتهم لم يتكرموا بهكذا بادرة تستخف بمشاعر هذه الفئة الكريمة (أسر الشهداء) التي تستحق ما يوازي عطاءها وبالطبع لا يوجد ثمن معين يقابل الفاتورة التي دفعت والتضحية التي قدمت كرمى عيون الوطن ،والحالات التي رأيتها بأم العين يندى لها الجبين ،فهناك داخل المهرجان ، قسم صغير متر بمتر قيل بأنه خاص بذوي الشهداء وهذا القسم يحوي جينزات نسائية “ستوكات” قد تكون تصفية معامل منذ عشرين سنة لا طول ولا عرض ولا قماش يساير الدارج “الموضة” والنساء اللواتي قصدن القسم المذكور معظمهن خرج بخفي حنين وأخريات انسحبن بدون تعليق وبعضهن تم الاعتذار منهن بطريقة فجة – لعدم وجود المسؤول عن القسم ،وهكذا تورد الإبل داخل مهرجانات التسوق السابقة وربما اللاحقة كونه لا حياة لمن تنادي …يعني وجع الفقراء لا دواء له عند من غزا الجشع قلبه ،وانعدام الرقابة و المحاسبة فاقم الوضع قساوة وزاد الواقع بؤساً، وفجوة الثقة المفقودة بين المواطن والمسؤول ازدادت عمقاً وحال من المحال ورغم الألم وضيق الحال الذي يسير جنباً إلى جنب كل مواطن سوري .
لن يغادر الأمل قلوبنا …وعلّ القادم أحلى .
حلم شدود