أخيرا ً أصدرت وزارة التربية قرارا ً بضرورة المحادثة في المدارس باللغة العربية الفصحى إذ يمثل هذا القرار واجبا ً وطنيا ً على الجميع الالتزام به فمن يدقق في طريقة تناول اللغة العربية الفصحى يخيفه القدر الكبير من الأخطاء اللغوية والنحوية والإملائية التي يقع المتعاملون بها في كافة مناحي الحياة ، أخطاء نراها بأم العين لدى المشاركين في وسائل التواصل الاجتماعي مثل “الفيسبوك وغيره” والذي صار له اهتمام جماهيري كبير ورواد كثر نتيجة دخوله كحدث جديد في حياتنا ، نصول ونجول في رحابه ، نطرح أفكارنا على الملأ ، لنرى الكثير من مستخدميه يقعون في أخطاء من الصعب إحصاؤها ،والأمر الغريب أن جزءا ً من الكتابات المغلوطة لغويا ً تأتي من قبل خريجي الجامعات والمعاهد المتوسطة يصوغون أفكارهم بلغة ركيكة ، فالأغلبية يفتحون التاء المربوطة ويغلقون المفتوحة ويضيفون حرف الياء إلى آخر الضمائر المخاطبة للمؤنث من أسماء الإشارة وغيرها، إضافة إلى نصب الفاعل ورفع المفعول وهي أخطاء تغير المعنى الحقيقي للجملة المراد إيصالها ، إن اللغة العربية ليست فقط نحوا ً وصرفا ً وإعرابا ً أو بلاغة وبياناً وفصاحة ، لكن هذه الأمور تشكل سلاحا ً وعنصرا ً استراتيجيا ً في الجغرافية العربية والسياسية نعتز بها كرسالة قومية للمجتمع العالمي، لها جماليتها البديعة وإيقاعها الجميل على السمع من خلال صلاحيتها للحديث والتخاطب .
اللغة العربية وسيلة تخاطب راقية ووعاء للفكر والعاطفة معا ً ، هي كالنسيم الرقيق مفعمة بالياسمين بحروفها الندية .
لهذا كلما كانت اللغة صحيحة ومشرقة على مستوى معقول سيكون تقدير الآخرين لها واجب مشرف ..
عفاف حلاس