عنوان مرتبك لأول وهلة , لكنه يصبح مألوفاً , فالكلمة الأولى ” أسير ” بمعنى ” أمشي و ” أسير ” التي يفصلها من الأولى ضمير المتكلم تعني ” الأسر ” بتسكين السين والمراد أن المؤلف يمضي وثمة قيود في يده لكنها لا تمنعه من متابعة السير والمضي إلى قصده .
قصائد ومقالات وقصص قصيرة في كتاب واحد حمل عنوان ( أسير وأنا أسير ) للدكتور وحيد مطانس قسطون الذي يحمل الدكتوراه في هندسة نظم الطاقة ويهوى الشعر والأدب وهو بهذا المعنى شاعر بدأ يشق طريقه من خلال هذا الكتاب وهو من بلدة ( صدد) في ريف حمص الجنوبي الشرقي .
القصيدة الأولى في الكتاب تحمل عنوان ( عريس الكرامة ) وهي مهداة إلى جيشنا العربي السوري البطل , حامي الحمى و المنتصر على العصابات الإرهابية المجرمة ويقول الشاعر قسطون :
أسرج خيول العز في الأمصار
وازأر كصوت الريح في الإعصار
واقحم كهدار السرايا عندما
تغشى المعارك في لهيب النار
وفي قصيدة ( دمشق .. النصر آت ) دمشق رمز للعروبة , وقلعة في مواجهة أعداء العرب , حيث يقول :
يا قلعة شق أن يرقى لقمتها
ترنو النجوم لها والشمس والسحب
يا نجمة المجد , والنجمات تحسدها
مدي جناحاً مع العلياء يصطحب
وثمة قصائد وجدانية , مدادها الشوق والحنين قصائد غزل فيها هجر وغربة , كلماتها بسيطة لكنها معبرة نقرأ من قصيدة ( هجر وحنين ) :
أتاني وما للشوق عني مهرب
وفي قلبي الملتاع يمحو ويكتب
أثار عبير الزهر عند وسادتي
ووجه حبيبي يستطير ويغرب
وثمة قصائد عن المعلم منها قصيدته ( المعلم شمعة بيضاء ) فيها تمجيد لدور المعلم في الحياة فالمعلم أحق بالشموخ والفخر لأنه صانع الحضارة وصانع الجيل , عبر تلامذته الذين يبنون المستقبل يقول :
هرم الزمان وأنت طفل يحلم
فاشمخ على الأيام أنت معلم
من فكرك الوقاد نور حضارة
أنشأتها وجعلتها تتقدم
وثمة مقالات ثقافية عن أعلام الأدب العربي أمثال أبي الطيب المتنبي والجواهري وخليل الخوري والغناء العربي أمثال : فيروز , وعن أعلام الأدب العالمي أمثال شكسبير
ودوستو يفسكي وبيكيت وغيرهم .
يقول قسطون عن فيروز : كانت أغنية ( تركت حبي وطاوعت قلبك ) باكورة أعمال فيروز عام 1950 أما أول حوارية لها فهي ( عاش الورد ) .
وعن الجواهري يقول : يمتاز شعره بالجزالة وقوة السبك وجمال المعاني وروعة الصور والتراكيب وقد حفظ القران الكريم وقصائد الأقدمين كالمتنبي وهو لايزال فتى .
الأديب د. وحيد مطانس قسطون يخط اسمه على خارطة الأدب يساعده في ذلك ثقافة واسعة واطلاع على الأدبين العربي والأجنبي ولغة صافية هي جواز سفره إلى عالم الأدب .
عيسى إسماعيل