أقامت رابطة الخريجين الجامعيين ندوة حول مشكلات تدريس اللغة العربية شارك فيها الدكتور /وليد العرفي /والموجهة الاختصاصية لمادة اللغة العربية رجاء العلي ونزار بدور موجه مادة اللغة العربية وذلك في مقر الرابطة وبحضور جمهور من المهتمين ومتابعي الأنشطة الثقافية .
و تحدث في البداية مدير الندوة عيسى إسماعيل عن اللغة العربية كونها لغة حضارة و تعد من روابط القومية العربية منوهاً بوجود مشكلات تعترض تدريس هذه المادة في مدارسنا وجامعاتنا ، سيتطرق المشاركون إلى بعض المشكلات عبر هذه الندوة .
وأشار الدكتور وليد العرفي إلى بعض المشكلات التي لمسها خلال تدريسه لهذه المادة منوهاً بوجود أسباب ذاتية وأسباب موضوعية، ففي الجانب الذاتي قال :إن واقع اللغة العربية ينطلق من واقع الأمة العربية مستغرباً تسمية العديد من المحال بأسماء أجنبية ،وكأن هذه الأسماء تغطي بعض النقص عند البعض , مؤكداً أن تمكين اللغة لا يتم فقط من خلال المراسيم والتشريعات التي تحض على تمكينها بل من خلال المتابعة الجادة والمسؤولة من الجميع ، وقال : علينا أن ننطلق من ذواتنا ومن أسلوب تربية أبنائنا من خلال تعويدهم على التحدث باللغة العربية، وأكد أن اللغة العربية تأتي مع الإنسان بالفطرة ثم يتم التعود والسماع الصحيح لمفردات اللغة السليمة.
وتحدث عن برنامج الأطفال افتح ياسمسم الذي يعتبر من البرامج المهمة في إدخال اللغة العربية السليمة إلى كافة الأطفال في البيوت والتي حببت الناس باللغة العربية.
وتناولت الموجهة الاختصاصية رجاء العلي في معرض حديثها المشكلات التي تعترض تدريس مادة اللغة العربية ككثرة المترادفات وعدم دلالتها على المعنى الصحيح مما ينشىء نوعاً من التشتت والابتعاد بين اللغة وقارئها ومستمعها إضافة إلى وجود حروف تنطق ولا تكتب وضعف أداء اللغة ومدرسيها وصعوبة تمييز اللام الشمسية من اللام القمرية.
كما تحدثت عن مشكلات تخص المنهاج والكتاب وطرائق الإيصال وقالت: في مدارسنا لا توجد مخابر لغوية والمطلوب بيئة حاضنة كي نعمق اللغة في نفوس أبنائنا.
وأكدت أنه يتوجب علينا أن نستوعب الحاضر ودعت لصنع معجم لغوي حديث , كما أكدت على تنشئة الطفل على النطق الصحيح لمفردات اللغة العربية .
وقالت: قد لا نتحدث اللغة الفصحى في بيوتنا ولكن على الأقل علينا آن نتحدث اللغة العربية مشيرة إلى التدرج بإعطاء المعلومة ومراعاة التكامل بين مهارات اللغة .
وتحدث نزار بدور عن بعض القضايا التي كانت عبر تاريخ سورية حيث أكدت على أهمية اللغة العربية ،ففي عام 1919 حين أنشئ معهدا الطب والحقوق اشترط للتدريس فيهما إتقان اللغة العربية بهدف تمكين اللغة لأنها لغة الحاضر والمستقبل …
وأضاف: إن السوريين كان لهم السبق في أن تكون اللغة حاضرة بمناهجنا الدراسية, كما أن القائد المؤسس حافظ الأسد أكد في مطلع الثمانينات على حضور اللغة في المدارس والجهات السورية ،وأصدر السيد الرئيس بشار الأسد في عام 2000 مرسوماً لتمكين اللغة العربية لأنها تحمل القيم والرسالة والذاكرة والتراث والمستقبل .
ورأى “بدور “أن مسألة اللغة تكمن في المتلقي والإنسان ,إن جمال اللغة العربية يكمن في حرفها الذي نجده في أشياء كثيرة يمس الإنسان ،وعندما ندرك كم نحن محظوظون بجمالية اللغة ،كما أن المشكلة تكمن في الإنسان ،وعلينا أن نشتغل على اللغة والتهيئة المحفزة في المدارس حتى نحبب الطالب باللغة من خلال الأشياء المحببة إليه ومعرفة الدلالات وإعطاء معارف إضافية كما تكمن المشكلة في المدرّس الذي لا يستطيع التواصل مع الطلاب وإيصال المعلومة بكل سهولة وفي ذات الوقت هناك أساتذة نتعلم منهم أشياء كثيرة …إننا نحتاج للأستاذ الباحث والدارس والمهتم الذي يعشق اللغة ويستطيع إيصال هذا العشق للغة إلى طلابه واللغة مسؤولية جماعية وليست مسؤولية مؤسسة خاصة بها وأضاف نحن بحاجة لثقافة اللغة واللغة لم تبخل علينا بشيء.
عبد الحكيم مرزوق