في ندوة مدى مع الفنان زهير العمر … لست محبطاً ولا أجمّل الواقع.. أدعو للفرح … اعلم طلابي وأتعلم منهم …
بدعوة من مجموعة مدى الثقافية أقيم لقاء مع الفنان المسرحي زهير العمر بحضور جمهور من المهتمين ومتابعي الأنشطة الثقافية وذلك في قاعة عبد المعين ملوحي في المركز الثقافي العربي بحمص .
في البداية قدم المخرج المسرحي حسن عكلا الفنان الضيف قائلاً عنه: هو الأشد إخلاصاً للمسرح الذي لم يسمح لنفسه أن يكون سلعة في سوق العرض والطلب وأشار للأدوار المسرحية المهمة التي لعبها في بداياته ” ليالي الحصاد” العرض المبهر الذي لاينساه كل من شاهده .
ثم تحدث الفنان زهير عن بداياته التي انطلقت من المسرح الشبيبي مع المخرح المسرحي ضيف الله مراد ومن ثم مع فرقة المركز الثقافي التي شارك فيها بمسرحية ليالي الحصاد من إخراج الفنان حسن عكلا , مؤكداً أن البدايات كانت شاقة وممتعة حيث كان يدرس الأدب الانكليزي ثم احترف الفن بعد دراسة المعهد العالي للفنون المسرحية وكان اللقاء مع فرقة المسرح العمالي في مسرحية “يا حاضر يا زمان” من تأليف وإخراج الفنان فرحان بلبل ،ثم حضر عملاً محترفاً بقوة كان بطله الفنان منصور قندقجي في مسرحية انسوا هيروسترات .
وتحدث عن مرحلة لاحقة حين غادر حمص والتحق بالمعهد العالي للفنون المسرحية حيث كان أستاذه فواز الساجر فتغير مفهومه للأشياء ونما تفكيره , وبعد تخرجه من المعهد عاد إلى حمص ليقدم أول عمل مسرحي مع الكاتب سلام اليماني الذي له الفضل فهو أستاذه في الثانوية وفي المسرح وفي الثقافة والمعرفة ،وهو متابع للأنشطة الثقافية وبوصلة لعدة أجيال ومرجع كبير لكل المثقفين والمسرحيين حيث قدم أول عمل بمساهمته عن نص للحلاج “دريسدن “, وعمل مع المسرح الجامعي وفرع نقابة الفنانين .
وتذكر ما حصل في هذه المدينة العزيزة على قلبه “حمص “والوجع الكبير الذي أصابها خلال السنوات العشر الماضية ،وكان لها تأثير مؤلم على الجميع ،ولفت إلى استقراره في دمشق والتدريس في المعهد العالي للفنون المسرحية لفترة زادت عن العشرين عاماً وتوقفه بعد ذلك عن التدريس واتجاهه نحو الأبحاث بمفهوم الفن وتداعياته مع الحرب وإعادة النظر بتدريب الممثل وأشياء لها علاقة مع أدواته وأساليب التعبير عنده ،
وقال عن نفسه إنه فنان لا يحب القبح لأن الفنان يقدم الجمال والقيم السامية العليا التي يفترض أنه يدافع عنها والفنان هو قوس قزح بعقله وبمعرفته وبنفس الوقت يرفض القيم السطحية والادعاءات المخادعة .
وأضاف : علينا التعرف على الزوايا الحادة التي هي المعيل للممثل والفنان في الخيال والتمثيل والتفاعل بين المسرح والحياة .
ورأى أنه ممكن لكل الكتّاب والأدباء والشعراء أن يستقوا ويكتبوا عما جرى في سورية خلال السنوات العشر الماضية .
وأضاف : إن لم يستطع الفن أن يعبر عن الواقع فليسكت .. أزمة المازوت والكهرباء … والغلاء .. هذا الواقع الذي نعيشه الآن هو مسؤوليتنا كفنانين أن نعبر عنه, وقال إنه مع العقل الباحث والمبتكر والانعكاس المشخص للحواس ومع كل شيء جديد .
المسرح للمتعة وليس عظة تبشيرية … يجب البحث عن صيغ بحثية ” حسب رأي العمر ” لوجع الناس بالفرح الجديد .. كيف يبدع .. كيف يبتكر الفنان .. بالجمال يصل إلى العقل .. أنا لست محبطاً ولا أجمّل الواقع .. أدعو للفرح وللعمل وللاجتهاد أشتغل وأعمل وأدرس وأعلم أولادي الفرح وطلابنا نتعلم منهم ونعلمهم ..
عبد الحكيم مرزوق