انسحبت آثار الغلاء وصعوبة المعيشة على أحلام الشباب الذين كبروا قبل أوانهم , فأين هي أحلامهم في زحمة هذه الحياة ، في زمن الركض والسعي المحموم لتأمين رغيف الخبز .. هل يجد الشباب لأنفسهم متسعاً في مدننا المزدحمة بالحاجات ؟ يصولون فيها ويجولون لكنهم لا يصلون إلى مبتغاهم ,لكن المهم ألا يهرب طموحهم ونشاطهم وتذوب حيويتهم حتى لا يفقدون المبادرة.. فالبعض يحاول أن يجد له عملاً خارج إطار المألوف وبعيداً عن شهاداتهم ، فالعمل ليس عيباً ، المهم ألا يمدوا أيديهم للغير غير آبهين بالانتقاد…يعيبون على غيرهم العمل غير المناسب في رأيهم خاصة للفتيات …وهذا يحرم مجتمعنا من التطور , و لن نستطيع التأقلم وسنقع بين مطرقة الحاجة وسندان الانتقاد .
البعض من أولاء الفتيات حصلن على قروض وعملن في أشغال يدوية كافتتاح محال لصنع الحلويات وتحملن غبار الطحين الممزوج بوهج نيران الفرن المشعة مع دخانها ليساعدن أنفسهن أولاً وليعلن أسرهن المحتاجة ..
و أخريات عملن في مجال بيع الألبسة أو المواد الغذائية أو في المقاهي و المطاعم و لا نستبعد أن تقود بعض الفتيات سيارات الأجرة أو الشاحنات حتى لا يتشربن الحسرة و يجلسن دون عمل.
شباب تحول حلمهم إلى شراء منزل أو الحصول على وظيفة بعد التخرج أو الزواج مع أن هذه ليست أحلاما بل ضروريات… صحيح أن الدراسة تكسب العلم و المعرفة لكن الوظيفة و العمل أهم لتحقيق الذات و إلا سيعودون إلى زمان الخيمة تتلاعب فيها الريح من كل جانب فتحقيق الأحلام ليس مستحيلاً مع العمل لكنه صعب بسبب ظروف الحياة القاسية فلا أحد ينظر إلى الكفاءات فـ ” الواسطات” صاحبة الدور الأكبر, المعايير انقلبت لكن بالتأكيد هناك من لا يزال يحلم و لا يكتفي بالحلم بل يسعى لتحقيقه فهنيئاً لمن لا يزال قادراً على الحلم و من ثم الوصول إلى ما يريد …
عفاف حلاس