كثيراً ما يتوارد إلى أذهاننا سؤال وهو لماذا لا يستمد المعنيون مداد قراراتهم من نبع المسؤولية مستدركين تشكيك المواطنين بمصداقيتهم ومتجاوزين انتقادات تتجاوز حدود الأدبيات العامة وتصل حد الشتم والقدح والذم ..
فالمسؤول ليس كائناً فضائياً أو لنقل حيادياً لا يعلم ماذا يأكل المواطن وكيف يتدبر أموره المعيشية وكفاف يومه في ظل دخل لا يطعم ولا يسمن من جوع .. فإذا كان حصولك – أنت المواطن – على ربطة خبز إضافية يحتاج إلى كتب ومراسلات ودراسة واجتماعات تبدأ بتقديم طلب لمختار الحي وتأخذ طريقها لقطاع التموين وحماية المستهلك وبين شد وجذب وضرب وقسمة ربما يتم تعديل مستحقاتك وطبعاً ضمن ما يمليه القرار الناظم لهذا الأمر وربما خرجت بخفي حنين ..
وجراء هكذا وضع سيئ يعز عليك فيه الحصول على قوت أولادك من مادة الخبز ماذا سيكون البديل كاتو , أم صمون , وبيتزا ..؟!
الأفران تدعي بأن المخصصات لا تكفي وتطالب بزيادة المخصصات التي توزع حسب عدد أفراد العائلة ووفق حساباتهم اللامنطقية ربطة خبز لكل خمسة أشخاص والمنطق يقول إذا توزعت الربطة الواحدة على ثلاث وجبات ( فطور – غداء – عشاء ) تكفي شخصاً واحداً فقط , خاصة في ظل ظروف معيشية ضيقة وقاسية باتت فيها لقمة الخبز هي عزوة المواطن وطبعاً يوجد يوم عطلة للفرن خلال الأسبوع يعني ” اربطوا الأحزمة ” وصوموا أربعاً وعشرين ساعة بالتمام من كل أسبوع… والملاحظ في هذه الأيام العجاف أن المواطن خفف من شكواه حول سوء صناعة رغيف الخبز فلا يهمه إن كان معجناً أو وزنه خفيفاً أو أن المعتمد يتقاضى تسعيرة زائدة , مقابل حصوله على مخصصاته التي هي معرضة أيضاً للنقص بين فترة وأخرى بحجة أن الفرن لم يزود المعتمد بمخصصاته كاملة والركض من معتمد لأخر للحصول على ربطة خبز إضافية محاولة فاشلة – ولا تشكيلي ببكيلك – والحال من بعضه ..
في الجلسة الأخيرة لمجلس الوزراء تم الطلب فيها من المعنيين في وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك تأمين مادة الخبز بيسر وسهولة ومعالجة ظاهرة الازدحام على الأفران إضافة إلى جملة مطالب مهمة علها تتحقق على أرض الواقع أهمها ” التواجد الميداني ومعالجة السلبيات وترتيب الأولويات ” ..
نتمنى أن تتحول جملة المطالب هذه إلى قرارات أمر حاسمة.. وعلى الأمل بغد أفضل , سيبقى التفاؤل طريقنا وعزيمتنا لم ولن تحبط , وثقتنا تكبر في نزاهة الشرفاء فقط ..
العروبة – حلم شدود