الحوادث والمشكلات التي تحصل جراء الازدحام الكبير في الحافلة المنطلقة إلى القرى تستيقظ كل يوم لتصبح هم كل موظف أو مسافر من الريف إلى المدينة وبالعكس .. إذ ينتظر هؤلاء فرج ورحمة الجهات المعنية التي لم تحاول الاقتراب لمعالجة هذه المشكلة القديمة.. المتجددة باستمرار رغم الشكاوى الكثيرة التي ترد إليهم.
أصبح الراكب الإضافي في الحافلة مشكلة المشكلات حيث يقوم السائق برص الركاب فوق بعضهم ليستوعب المقعد أكبر عدد ممكن تتآكل الظهور فيخبئون في نفوسهم دعوة أن يخرجوا من حياتهم الوظيفية سالمين من أمراض الديسك والمفاصل ، إضافة إلى امتصاص الجو لأوكسجين الحافلة و يشعر الراكب بثقل الجو وصعوبة التنفس .. ورغم ذلك يستجيبون للصعود مضطرين لأنهم يريدون الوصول إلى وظائفهم في الوقت المحدد وبالعكس في رحلة العودة إلى المنزل .
ناهيك عن تعرض الراكب للابتزاز وزيادة الأجرة خاصة إذا كان السرفيس يعمل على خط آخر غير خطه المسجل فيه, و الذي كثر تطبيق مثل هذه الحافلات نظراً لقلة السرافيس ليضيع راتب الموظف على الطريق هباء منثوراً والذي أصابته الهزائم في معركة الحياة نتيجة ضعف الحال وقلة السيولة ، فلا توجد قرية اليوم من قرى حمص إلا وتعاني نفس المشكلة الحمولة الزائدة والأجر الإضافي – مما يجعل الطريق طويلاً محفوفاً بالمخاطر نتيجة الضغط الكبير على الدواليب التي تئن تحت ثقل الركاب خاصة إذا كانت المنطقة جبلية وعرة تهدد بالانزلاق في أية لحظة.
هي بذور مشكلة من مشكلات حياتية كثيرة لا تزال تنتظر الحل ، ولكن ليس من مجيب ..
عفاف حلاس