“احذروا النشالين ” عبارة اعتاد على رؤيتها الكثير من الناس في أماكن عدة : المصارف .. المحلات .. حافلات النقل .. ومع ذلك لم نعتد الحذر ولم نعرفه ولم نتعلم بعد كيف ..
وبات النشال يصل إلى عقر الدار وفي وضح النهار دون خوف , و أصبح الأمر خطيراً ومؤشراً سلبياً.
فهل هي الحاجة فعلاً أم أن الكثير امتهن خفة اليد واستغفال الآخرين وإلحاق الضرر بهم بطريقة أو بأخرى…
لقد تراجعت القيم الأخلاقية وراء ذرائع وحجج واهية .. ولا أعتقد أن الفقر وراء ذلك لأنني مازلت مقتنعة أن معظم الفقراء عفيفو النفس بدرجة تضاهي جاه الملوك بعزة أنفسهم ومع ذلك لا يمكن أن أجزم أن كل الفقراء هم كذلك فالتعميم لايجوز..
وقد يكون هناك حالات استثنائية والأمر المضحك هو أن أحدنا يلتقي بالنشال في الأبنية التي يقطنها عدة عائلات كأن تراه يحمل أسطوانة غاز وينزل الدرج بكل هدوء كي لايترك مجالاً للشك أو أن يحمل صفيحة المازوت أو أن تختفي الأحذية من أمام باب منزل أصحابها وغير ذلك .
يمكنك التبرير بأنك لا تعرف من يقطن بالبناء ومن يدخل إليه أو يخرج منه .. ولكن ماذا نقول إن كان أحدنا في باص نقل داخلي يكتظ بالركاب رجالاً ونساء وشيوخاً وأطفالاً , وبذريعة النزول من الباص يبدأ النشال بدفع الآخرين بقوة وبخفة تصل يداه إلى الحقائب النسائية والجيوب…
ونعود للتساؤل: هل هي تداعيات الحرب .. أو النفوس الضعيفة أو عسر حال… ! أو كلها مجتمعة ..؟!
نبيلة إبراهيم