شكاوى جديدة استيقظت من سباتها بانتظار من يسمعها ويرد عليها .. فقد أصيب الفلاح بخيبة أمل بعد أن تضرر محصول الزيتون بصورة كبيرة نتيجة إصابة الثمرة بآفة ذبابة الحقل وما نتج عنه زيت نسبة مادة البيروكسيد فيه عالية ما جعله غير صالح للاستهلاك البشري فهنا رسخ في أعماقه همّ لم يتعرف إلى عمقه إلا بعد أن أوصلته وعود الجهات المعنية بالتعويض إلى طريق مسدود ..
إذ ما أن وجد فسحة أمل , بعد تصريح المسؤولين بالتعويض ما جعله يسجل مساحة أراضيه المتضررة في الوحدات الإرشادية ليفاجأ بعد انقضاء مدة زمنية أن الجهات المعنية تشترط على الفلاح استخراج بيان قيد عقاري يثبت ملكيته للأرض أو القيام بكشف حسي من قبل الوحدات الإرشادية فهذا يعني الوقوع في دوامة البحث في أروقة المصالح العقارية وما يصاحبها من عراقيل وصعوبات في استخراج البيان نتيجة الازدحام الشديد كون عدد الفلاحين المتضررين كبيراً ..
وإذا ما لجؤوا إلى الكشف الحسي على الأراضي فالصعوبة تكمن في عدم وجود وسيلة نقل إلى المناطق الجبلية الوعرة و الوقت قصير لا يمكن خلاله الذهاب إلى كل أرض على حدة طبعا و لا يوجد في الوحدات الإرشادية أدوات مساحة لقياس مساحة الأرض و إنما سيتم الأمر من خلال تقدير النظر فقط .
ناهيك عن أن الأرض مسجلة باسم الآباء أو الأجداد المتوفين و الورثة في هذه الحالة عددهم كبير و من الصعوبة تحديد ملكية كل وريث .
هنا تتصارع الهموم في قلب المزارع نتيجة شعوره الواثق بعدم جدية الجهات المعنية في التعويض عليه ليعود إلى نقطة البداية و كأن طاحونة الخوف عنده ستظل تدور ولا يملك خلالها سوى التهيب الدائم من مستجدات الطبيعة التي تقضي على محصوله وبعد أن ضاع المحصول لهذا العام بين حانا و مانا لم يعد لدى الفلاح سوى رجاء المتوسل و انتظار موسم قادم و الذي ربما يكون أفضل حالاً مع هطول مبكر للأمطار و بكميات كبيرة , يلتمس حنان ما تفيء به جعبة العام القادم من آمال تنتعش بإنتاج وفير وجيد النوعية ليجدد حكاية غرامه بأرضه التي أحبها دون شروط
العروبة – عفاف حلاس