قدمت فرقة سوا مسرحية الرهان الأخير تأليف وإخراج روّاد الابراهيم وذلك ضمن احتفالية يوم المسرح العالمي التي ينظمها فرع نقابة الفنانين ومديرية الثقافة بالتعاون مع مديرية المسارح والموسيقا ، وذلك على مسرح قصر الثقافة بحضور جمهور من محبي ومتابعي الأنشطة المسرحية .
مسرحية الرهان الأخير تتحدث عن زوجين تحاصرهما ظروف الحياة الصعبة حيث يتهجران من منزلهما بسبب الحرب الكونية ، والممارسات التي تقوم بها العصابات الإرهابية حيث يواجهان تلك الظروف القاسية بمفردهما ، وتتحمل الزوجة العبء الأكبر من المسؤولية كونها موظفة وتصرف على البيت في الوقت الذي توقفت أعمال الزوج الذي يملك مطبعة هي مصدر رزقه ومعيشته .
تتصاعد الخلافات بين الزوجين بسبب تلك الحالة مع تدخل صديقهما المشترك منذ ايام الجامعة الذي يقدم لهما يد المساعدة ويؤمن لهما بيتا للسكن ، حيث يرى الزوج فيه صديقا مخلصا لا يتوانى عن مد يد العون له ، والزوجة ترى فيه جانبا آخر هو الانتهازية والمصالح التي تتخلى عن الأخلاق والقيم الاجتماعية ، وعلاقاته المشبوهة، وعمله التجاري الذي يرسم اشارات استفهام عديدة في الوقت الذي يعرض عليهما الصديق استثمار المطبعة التي يملكها الزوج الذي يواجه بمعارضة الزوجة في البداية ، لكنها تضطر للموافقة بسبب الظروف الصعبة التي تعيشها مع زوجها العاطل عن العمل ، والغلاء الفاحش .
مع الظروف الجديدة يتكرر غياب الزوج وتنقلب حياتهما للأسوأ مع توفر المال بيد الزوج ، إلا ان السعادة الحقيقية تكون مفتقدة حيث تتكشف فيما بعد خسارة الزوج لكل أملاكه في السهرات اليومية على طاولات القمار بسبب رعونة الزوج ويكون الرهان الأخير على الزوجة التي تكون هدفا للصديق الذي يريد النيل منها وكان يخطط لذلك ، حيث يضع الرهان والأملاك مقابل النيل من الزوجة التي تفضل عودة الاملاك ودفع الثمن من نفسها .
الممثلون حاولوا تقديم عرض جيد باستخدام قطع الديكور التي اوحت بالمكان الوحيد الذي جرت فيه الأحداث وهو بيت الزوجية واقتصر الديكور على طاولة وكرسيين إضافة إلى ما يشبه المطبخ في الزاوية اليمنى من عمق المسرح وغرفة النوم في الزاوية اليسرى للمسرح .
الموسيقا ساهمت بتقريب أجواء العرض وعبرت في كثير من المشاهد عن الحالة التي اراد المخرج ايصالها عبر الممثلين سواء أكانت حالة الحزن ام الفرح .. الخ .
الرهان الأخير هو رهان على الشرف والأخلاق في هذا الزمن الصعب الذي وجد فيه الانسان نفسه في مواجهة صعبة لم يكن من السهولة بمكان تخطيها .
العروبة – عبد الحكيم مرزوق