كتاب من حمص … الشاعرة المهجرية سلوى سلامة أطلس…

يتابع الباحث الدكتور حسان أحمد قمحية نشر دراساته وتحقيق دواوين عن شعراء المهجر ، ومنها دواوين تظهر لأول مرة مثل الديوان الذي بين أيدينا للشاعرة المهجرية الحمصية الأصل والمولد سلوى سلامة أطلس.

ولدت سلوى سلامة التي أخذت كنية زوجها فيما بعد ، في حي الحميدية في مدينة حمص في السادس والعشرين من نيسان عام 1883ودرست في المدرسة الأرثوذكسية ، وبعد تخرجها ،راحت شهرتها تتسع بين الأدباء ،حيث تلقي قصائدها في المناسبات العامة .ثم تزوجت الشاعر والأديب والصحافي المهجري جورج أطلس المقيم في البرازيل وسافرت معه,وهناك أسست المدرسة المعروفة باسم “مدرسة الكرمة” وساهمت مع زوجها في بناء عدد من المدارس السورية في البرازيل والأرجنتين وتشيلي .وأسست مجلة “الكرمة “الأدبية الثقافية سنة 1914 وقد ثابرت على إصدارها حتى وفاتها بعد ثلاثين سنة من صدورها ،وقد توفيت سلوى سلامة أطلس عام 1949 عن عمر ناهز السادسة والستين.

نشرت سلوى سلامة عدة كتب هي (الكلمات الخالدة 1923 , حديقة خطب 1928, جرة المن 1930 , أمام الموقد 1941) .

نظمت قصائدها على ستة بحور هي :الطويل والبسيط والكامل والوافر والخفيف والرمل .

وإذا كان شعرها يصنف تحت عنوان (شعر المناسبات )فإنه مديح لمن يستحق ورثاء لمن يستحق ، وثمة قصائد فيها حكمة ودعوة دائمة للبر ومساعدة الفقير والمحتاج.

وتمدح أحد المحسنين الذين أرسلوا المال إلى حمص من المهجر ،كي تبنى المدارس والمرافق ،بداية القرن الماضي

ويؤكد الدكتور حسان قمحية في دراسته عن شعر سلوى سلامة أطلس أن قضية المرأة محورية …بارزة في شعرها ،أنفقت الكثير من شعرها دفاعاً عنها ودعماً لها .

تقول في قصيدة بعنوان (لا تقنطي):

/لا تقنطي يا ربة الشرف الرفيع من الناصر

لا تيأسي لطوارىء ،فالدهر كالدولاب دائر

كوني بصبرك قدوة وقت الشدائد والمخاطر

كوني لطيفة معشر يهوى كمالك كل خاطر

تفدين بالأرواح لا بالمال أو أغلى الجواهر/

وثمة قصائد للشاعرة سلوى سلامة في الحكمة كما في قصيدتها الشهيرة /كم وكم / وفيها تشرح فئة الأثرياء الذين تنقصهم الأخلاق.

والفقراء الذين يتمتعون بالأخلاق الفاضلة .فبعض من الفئة الأولى يجمع المال وبعض الفئة الثانية يتحصن بالأخلاق .تقول :

/كم من قصور تراها العين باذخة

تكن في جوفها سوساً وديدانا

وكم رأينا شموس الطهر ساطعة

في جو كوخ بناه الناس قضبانا

الجدير ذكره أن الشاعرة سلامة نشرت قصائدها ومقالاتها في عدد كبير من الصحف التي تصدر في المهجر لا سيما “الكرمة” التي أسستها في سان باولو،وفي جريدة حمص الصادرة بحمص عام 1909. ونشرت كثيراً من نتاجها في جريدة السائح الصادرة في نيويورك في العقد الثاني من القرن الماضي.

عيسى إسماعيل                                             

المزيد...
آخر الأخبار