تحية الصباح .. البدايات

ينتصف الليل , تباعاً , موزعاً على بلدان و أمصار وفق حزم ساعية تترامى على أعتاب الثواني , زماناً , فساحات الأعمار , إنساناً وكائنات , ويروح الوجود ممراحاً على ضفاف الكون الرحيب آفاقاً يرسم تجذره ثباتاً في سردية لغات الدّنا ما اتسع الإبداع حضوراً بصيغ و أشكال وحروف و أنماط سلوكية , وفلسفات وعلوم ونظريات ونتاجات واكتشافات ومعارفَ ورؤى … يرسم تجذره محددات تؤكد حدوداً ما بين أزل معتق في صمت الوقار الوجودي و أبد ناهض التجدد اللامحدود في رزانة الحيوات الناجزة أنفاساً في مرامي كل ولادة تشهق في زحام اللامتناهي من الآتيات أعصراً وتعاقب دهاهير .
هي البدايات ولادات متجددة من خدر الكينونة الوجودية في مهاد النبوغ المعطر بعبق النفحات الطافحة رؤى تنشد دور الأحياء في معالم فسيفساء الجمال الرافل بأثواب تضج بتلاوين التجدد حللاً قشيبة تضاحك فرح الأغاريد صداح أطيار على مصاف باسقات أشجار تهزج على أغصانها هتافات الاغتباط وقد تثنت الأغصان على وقع صداحها بلابل وزمزماتها أصواتاً .. وعلى المدى عوالم من ألف مدى ومدى .
هي البدايات أهلّة متوجة بضياء ينشر شذراته بهاء نوراً على نور , و إشراقات سطوع على ثغور أزهار تتفتح نفحات نفحات في مساكب الأحلام , و أنداء التأملات , وقد انبسطت مشاريع كل سبق في مساحب غزلان , وصهيل كل إنجاز في مضمار كل تمييز عبر ملعب الدهر لتتكامل قدرات الأداء النوعي لدى الإنسان مهاراتٍ وعلوماً وبراعة ابتكار واكتشاف وتشابك أيدٍ , وتعاضد سواعدَ وانصهار طاقات في بوتقة الفعل الإنساني المتحضر المتوج بالساميات قيماً ومثلاً وسجايا والحاضر واقعاً سلوكات تتسع لها الدروب وتُثرى بها الحقول والمصانع والساحات ومجالس الفكر ومراكز البحوث وجنبات المنابر الشامخة بمواقف لها يكون الحاضر سجلا والتاريخ ذاكرة وتأصيلاً والمستقبل امتداد نسغ شرايين الحياة لدور فرد في تنمية ورقي بناء وشهامة عزة في مقارعة كل تحد .. و للإنسانية مطالع عطاءات تقرؤها الأجيال في سفر أمة أمجادها لحاظ شآميات , مواجدها صوغ تضحيات وبطولات وهج لولادات تنبعث جذوة لظى في مواقد الشّيم وتتراءى شهباً في مكرمات الإباء ويبقى الحرف في كنانة الأبجدية أضمومات نور في ثريا الحروف يشرق بها التاريخ وتبقى بها المستقبل وتختزنها الحضارة في خزائن الأمجاد .
هي البدايات وعي حضور في تعاقب أعمار , وهي محكات التأصيل لحبل سري لعراقة وطن ونبالة إباء ورصانة تاريخ في عميق التجذر و الانتماء لفيض الأصالة عبر التاريخ والمعاصرة حاضراً وديمومة الألمعية مستقبلاً لخير الإنسان والحياة هي البدايات تجدد طاقات وتحفيز قدرات , وصقل مواهب وغنى معارف , وتمثل خبرات , وفرح انتصارات لها التشرينان و مواكب الخير و الفخر والاعتزاز واللاحقات على مدارج السنين وعناق بالسفوح والتلول والسهول والهضاب على متسع واحة الخير في أيقونة المحبة « سورية » وعي القيم والمكرمات والبطولات وتثاقف الحضارات ….
هي البدايات أغاريد النباهة في محيا وجوه ناضرة ببهاء الخير والعمل بحمية لها جذورها الضاربة في مكين الماضيات ثقافة آباء لأبناء وذراري لأحفاد في كل علم وفن و أداء ينهض به تفكير , ويقوى به ساعد , وترتقي به عزيمة عيناها إلى الذرا وجبهتها إلى الشمس هي البدايات في دلالة أعمارنا أعواماً وفي وعينا مدا من أزمنة سعادة الاحتفاء مؤونة ضمن عمرانية الأجيال فتجمع بدايات لتعمر مداميك الحياة الحرة الكريمة بناء وتحريراً ومشاريع سمو في كل مجال وقد جمع الزمان امتلاء إشراقة مداها ما بين أزل و أبد في مسار الزمان , الزمان .
عام سعيد مضمخ بعبق الحب والمحبة والتسامح والخير والسلام والعمل فرح عطاء لا ينضب .

نزار بدّور

المزيد...
آخر الأخبار