ألهم عيد إجلاء المستعمر الفرنسي عن سوريتنا الشعراء ليجودوا بقصائد عذبة تصف حال البلاد التي بذلت كل نفيس في سبيل تحرير الأرض , فخلدوا جراح أمتنا وهي تقارع المستعمر وتستعين بالأمل لميلاد عهد جديد، عماده العلم والعمل ثمرة تحرير الأرض من المستعمر الفرنسي ،ويعد الشاعر بدر الدين الحامد من أهم الشعراء الذين وصفوا يوم إجلاء المستعمر الفرنسي عن أرضنا فيقول:يوم الجلاء هو الدنيا وزهوتها / لنا ابتهاج وللباغين إرغام هذي الديار قبور الفاتحين فلا / يغررك ما فتكوا فيها وما ضاموا.
ثم يصف ترابنا الذي تخضب بدماء الشهداء على مر التاريخ منذ طرد الاحتلال التركي ثم الفرنسي فيقول: هذا التراب دم بالدمع ممتزج/ تهب منه على الأجيال أنسام/ لو تنطق الأرض قالت إنني جدث / في الميامين آساد الحمى ناموا.
وما يزال الجلاء ملهما للشعراء منذ تحقيقه حتى الذكرى الخامسة والسبعين التي نحييها اليوم ونحن نعاني من المستعمرين الجدد الذين يجددون حصارهم الاقتصادي على سوريتنا وقد تغنى الشعراء المعاصرون بعيد الجلاء ومنهم الشاعر معروف إبراهيم ناصر الذي يصف المناضلين الذين صنعوا الجلاء فيقول في مجموعته الشعرية المعنونة بـ : “ضفائر العروس” في قصيدة بعنوان عيد الجلاء :وموعدنا مع الأبطال دوما /نرى فجرا يطل بألف عيد. سويداء العروبة هب منها /حفيد الأطرش الرجل العنيد. وهذا صالح وهنانو كانا/ بدحر الغدر صنوا للأسود .و”مريود” في الوغى أزكى حنانا /وفي الشاغور خراط البنود .وثورات حكى التاريخ عنها/ تذكرنا بأمجاد الجدود.
ثم يبين الشاعر أن الجلاء جاء بفضل التضحيات فيقول: ولم يكن الجلاء بلا ضحايا / فكم قد جل من بطل شهيد.
ثم يخلص الشاعر لحقيقة مفادها: رغبتنا بالخلاص والوصول إلى نصر جديد فيقول يعود لنا الجلاء وكل عام/ ومن نصر إلى نصر جديد.
أما الشاعر عبدالقادر دياب فيصف فرحة السوريين بطرد المستعمر الفرنسي بالقول :نلنا بالصبر أمانينا /وصنعنا النصر بأيدينا/ رحل المستعمر مدحورا/ وزرعنا الأرض رياحينا/ كنا في المحنة إخوانا/يروي التاريخ تآخينا .
ثم يختم قصيدته بالقول كنا بالحق وما زلنا نجتث الظلم بأيدينا القوة كنز عروبتنا والوحدة حصن أراضينا .
ويبين الشاعر خالد بدور في مجموعته الشعرية أزاهير الروح: أن التكافل والمحبة بين أبناء الوطن هو الطريق لدحر كل غاصب محتل منذ الاحتلال التركي مرورا بالمستعمر الفرنسي ثم الاحتلال الأمريكي لحقول النفط والقمح فيقول: وطني أحبك سالما ومهابا/ وبحب أهلك نطرد الأغرابا /ما زلت من زمن محط طموحهم /كي يجعلوك مقسما ويبابا /كم جربوا أن يسلبوك وينهبوا ويكرسوا العملاء والأذنابا .
ويوقن الشاعر أن وطننا كان وسيبقى مقبرة الغزاة فيقول:ستكون مقبرة الغزاة إذا هم/ شدوا إليك جحافلا وركابا/ وطني ترابك طاهر ومقدس /لا نرتضيك مدنسا ومعابا /ما دمت حرا فالحياة هنيئة/ وبعز مجدك نشرب الأنخابا.
اعتادت هذه الأرض على التضحيات وهي مستمرة في العطاء وسننتصر في الحرب الاقتصادية مثلما ننتصر في الحرب العسكرية الظالمة المستمرة علينا منذ عشر عجاف .
متابعة : ميمونة العلي