قيل :كرة القدم هي الاوبرا التي يعزفها البشر جميعاً ، لذلك نالت شعبية ساحقة و توّجت ملكة على جميع الألعاب الرياضية الأخرى ، و ظلت هذه اللعبة العجيبة تستحوذ على عقول صغارنا حتى أصبحت الشوارع أكثر الأكاديميات شعبية لاستكشاف أسرار هذه الرياضة حيث أنجبت الأحياء الفقيرة المهمشة أبطالاً و نجوماً رياضيين ضجت ببطولاتهم مشارق الأرض ومغاربها .
من منّا لم يسمع العام الماضي بـ «مودرتيش « الكرواتي الحامل للقب أفضل لاعب على وجه المستديرة ، لقد جرّحت الحجارة حذاءه البالي في جبال كرواتيا الباردة عندما كان راعياً للأغنام هناك في طفولته البائسة! و هو الذي تعلم من أمه عاملة النسيج كيف ينسج الهجمات و بمهارة من يتغلب على ذئاب البراري ليحمي أغنامه استطاع ان يهزم خصومه أيضاً و يحقق الفوز في ملاعب كرة القدم.
لم تكن كرة القدم يوماً مجرد لعبة بل مسألة حياة أوموت لذلك خسر اللاعب الكولومبي « اسكوبار » حياته بعد أن سجل هدفاً بالخطأ في مرمى بلاده في مونديال 1994 و الذي تسبب في خروج بلاده من التصفيات فكان مصيره القتل بالرصاص ليصنف هدفه عالمياً «بالهدف الأسوأ الذي قتل صاحبه»
و اليوم في سورية كلنا نشجع منتخبنا السوري بشغف من يريد أن ينفض عنه غبار الذاكرة المؤلمة و لا نراه مجرد لاعبين ينافسون للحصول على اللقب بل هؤلاء يحملون اليوم على أكتافهم حلماً وطنياً يتعافى أو ربما أكثر.
يكفي أن تنظر إلى ملامحهم لتعرف أن سورية كلها في قلوبهم، و أن حارسهم الأمين يجعل من المرمى امتداداً لذراعيه ، و أن مهاجمهم القوي يملك مهارة نمر و قلب أسد ،وأن دفاعهم يحمل في صدره قلب أسد ، ننتظر منهم الفوز و لا شيء آخر لأن سورية اليوم لا يليق بها سوى النصر، و لا يليق بجماهيرها سوى الفرح .
سمر المحمد