ميلاد مجيد لكل إنسان يحمل في قلبه بذرة خير علَّها على صغرها تتسامق مع روح الميلاد لتصبح إنساناً يحمل بذور الخير لينثرها أينما رأى أرضاً ومن ثم يسقيها من روح الميلاد لتتسامق أشجاراً خضراء في تربة حقيقية من تراب هذا الوطن الحبيب سورية.
لكن.. من أحقُّ الناس بكلمة زرّاع؟ الحقُّ بيّن واضح وضوح الشمس : ليس من إنسان يحقُّ له هذا اللقب السامي أكثر من الفلّاح لأنَّه يحرث تراب بلاده بكل قدسية وعشق وجلالٍ وينثر فيه القمح السوري الأصيل وبينما يحرث ويبذريسقي التراب بعرق جبينه ومن روحه يمنح الأرض خصبها، ومن أحقُّ من المعلِّم بهذا اللقب وهو من ينثر بذور الحب والعلم في نفوس تلاميذ بلاده ليكونوا ذات يومٍ آباء وأمهات يصنعون عائلات تشكِّل مجتمعاً قارئاً مثقفاً متحاباً، ومن أحقُّ بهذا اللقب من رجال الجيش العربي السوري الذين ينثرون روح الأمان والسّلام أينما كانوا ورفعوا علم بلادنا الحبيبة سورية ليعلن بألوانه الأحمر والأبيض والأسود ونجمتيه الخضراوين أن ها هنا الأمان، ها هنا الميلاد المجيد قد زارنا من جديد لنبدأ حياةً متجدِدة خصبة بالحب والعمل والفرح، ومن أحقُّ بهذا اللقب من عمال النظافة الذين ينثرون النقاء والألق والجمال أينما عملت أيديهم المباركة، ومن أحقُّ بهذا اللقب من عمّال الكهرباء الذين ينثرون النور أينما كانوا يعملون، ومن أحقُّ بهذا اللقب من الأطباء والممرضين الذين يعيدون للناس العافية والابتسامة والأمل بكلمة أو دواء أو علاج.
لكل هؤلاء ولكلّ إنسانٍ يعمل بضميرٍ صاحٍ ولا يبخل بتقديم أي جهد أو خبرة لأبناء بلدنا الحبيب سورية، أمنياتي لهم جميعاً بعام حبٍ مجيد وميلاد مجيد وفرح من القلب ليكملوا مشوار العطاء.
وأي فرحٍ أعظم من فرحِ العطاء!!! والله ليس من فرحٍ أعظم من فرح العطاء، فمن يرى بسمة طفلٍ يوم تسلُّمه جلائه المدرسي وقد زينته معلمته ببطاقة تقدير وتفوُّق يعلم كم هو عظيم فرح المعلمة بعطائها لتلاميذها الذي ترى ثماره بسماتٍ على وجوههم البريئة، ومن يرى ابتسامة مريض تعافى من علَّته يعلم مقدار فرح العطاء لطبيبه الذي عمل متابعاً حالات مرضاه بكل حبٍ وضميرٍ صاحٍ، وهل أجمل من كلمات يقولها الناس في البلدات المحرّرة من الإرهاب «الله يحمي الجيش العربي السوري الذي أعاد لنا الأمان» فكم هو عظيم فرح الجيش بعطائه وهو يرى الفرح على وجوه أهلنا في المناطق الذي يدخلها محرِّراً إياها من الإرهاب اللعين، وماذا عن رغيف خبزٍ أتى من عطاء فلاح وخبّازٍ ليدخل بسمة الحب والفرح لقلب طفلٍ جائع ، وهل ننسى فرح الناس حين يستيقيظون ويخرجون صباحاً إلى أعمالهم فيجدون شوارع حارتهم وقد غدت نظيفة وهو طبيعي لأن هناك من استيقظ قبلهم جميعاً وأتى ليمنحهم هذا الفرح إنهم عمال النظافة أتقنوا عملهم وأنهوه قبل أن تبدأ انطلاقة الناس لأعمالهم، أما الرياح والعواصف فلها مع الفرح شجون حيث تخرّب شبكات الكهرباء فيمتعض الناس ويعلنون نقمتهم لكن هناك من لا يلعن الظلمة حين تقطِّع العاصفة أسلاك الكهرباء فتقطع التيار عن الشوارع والمنازل، لا إنهم وحدهم لا يلعنون الظلمة بل يحملون العدّة وينطلقون في مواجهة الرياح والبرد وحتى في وجه الإرهاب المدمِّر، لا يلعنون الظلمة بل ينطلقون بإصرار وثقة وحب وعطاء جليل ويصلحون ما تقطّع من شبكات إنهم عمّال الكهرباء فهل أحد يعلم كم هو عظيم فرح عطائهم وهم يرون النور يبدد وجه الظلمة في البلاد الحبيبة سورية.
لكل هؤلاء المعطائين ولكل إنسان يعطي بفرحٍ ودون انتظار مقابل لكل هؤلاء أمنيات الحب مع العام الجديد وللأم العظيمة سورية: أمنيات الحب والتحرر الشامل من الإرهاب وعودة الأمان والسلام لحضنك الحنون ورفرفة لرايتك الجليلة على كل ذرة تراب من أرضك الطاهرة رفرفة لعلمك الجميل بألوانه الأحمر والأبيض والأسود ونجمتيه الخضراوين ليعلن للعالم أجمع أن هاهنا سورية منبع الحضارة والأبجدية والحب والسلام.
ابتسام نصر الصالح