استعدادات خجولة تقوم بها الأسرة السورية مع اقتراب عيد الفطر السعيد ، فظروف الحياة المعيشية القاسية التي يعاني منها الجميع بسبب العقوبات والحصار الاقتصادي الجائر أثرت على كل مناحي الحياة مما أرهق أغلب الأسر وسحبت آخر أرصدتها ، وقروشها البيضاء التي خبأتها لأيامها السوداء .
ولكن ، مع بعض الأمل والتفاؤل بالمستقبل الذي يتوقع أن يكون أفضل في ظل بعض المتغيرات الجديدة التي ربما ستغير من الظروف الحالية وستعيد البلد إلى سابق عهدها من استقرار وانتعاش اقتصادي ، يسير المواطن بخطى حذرة وبطيئة لأنه لا يعرف ما يخبئ له الزمن من مفاجآت .
أيام قليلة وينتهي شهر رمضان ويأتي عيد الفطر السعيد وفي هذه الأيام كانت ربات البيوت يقمن بتحضير الحلويات المنزلية من ” بتيفور ” و ” معمول ” و ” أقراص العيد ” ، وغيرها من الأصناف ، أما اليوم فقد اقتصر الأمر على نوع واحد ، وبكميات قليلة ، وذلك كي تشعر الأسرة أن هناك عيدا سعيدا سيمر على الأبواب ، وبعضهن طبقن المثل القائل :” شم ولا تذوق ” ، فرائحة أقراص العيد لها نكهة خاصة حرمت منها البيوت منذ سنوات في ظل الحرب الكونية التي تعرضت لها سورية ، واستكملها أعداء الإنسانية بحرب اقتصادية أتت على الأخضر واليابس .
وتعد الأصناف المصنعة محليا “أي في المنزل” أكثر رغبة لدى ربات البيوت ولكن أصبحت تكلف كثيرا وهذا الأمر لم يكن سابقا ، ولكن غلاء كلفة تصنيعها في البيوت تدخلت فيه عدة عوامل منها غلاء المواد الأساسية التي تدخل في صناعتها ، وعدم توفر متطلبات صنعها كمادة الغاز ، أو الكهرباء التي قضى فيها التقنين على آخر أمل باستخدامها .
أما من أراد شراء الحلويات الجاهزة من الأسواق فكأنما هرب من تحت الدلف إلى تحت المزراب ، فأسعارها أصبحت أضعاف أسعار الأصناف المصنعة منزليا ، وبعض الأنواع قد تكون سيئة الصنع ، ومنتهية مدة الصلاحية .
أما عن حلويات الضيافة كالشوكولا والسكاكر فهذه من النوادر أن تتواجد على طاولة ضيافة العيد أو حتى في المناسبات الشخصية أو الأفراح والأعراس ، لأن أسعارها فاقت الخيال . ومع ذلك يجمع المواطنون على أن الصحة والأمان هي أهم من باقي الكماليات التي ” لاتسمن ولا تغني من جوع ” والأمل بمستقبل جديد يعيد الأفراح ، وبهجة الأعياد أجمل مما كانت.
العروبة – منار الناعمة