بدأ نوع من الخوف بالتسرب إلى نفوس الطلاب مع اقتراب موعد إجراء الامتحانات للشهادتين الإعدادية والثانوية ، يرافقه شعور بالقلق ، ولذلك تفتر العزائم وتنخفض جراء هذا الإحساس الغريب ، على الرغم من تمتع الكثيرين منهم بعلامات الاجتهاد والتفوق .
قلق الامتحان كما يوضحه بعض الخبراء النفسيين هو حالة من القلق العام ويتميز بالشعور العالي بالوعي بالذات مع الإحساس باليأس الذي يظهر غالبا في الانجاز المنخفض للامتحان وهناك من يقول : إن الآباء هم مصدر آخر لقلق الطلاب من الامتحان بسبب اهتمامهم الزائد بمستقبل أبنائهم ، ومهما كان الأبناء مستعدين للامتحان فإن التحذيرات المستمرة من الآباء تفقدهم الثقة بأنفسهم ويمكن أن يشعروا بالحاجز النفسي خلال الامتحان .
هاجس الرعب من الامتحان
غادة – طالبة جامعية قالت : أعرف أشخاصا كانوا معي على مقاعد الدراسة في المرحلة الثانوية يهابون الامتحان خاصة أنه كانت لديهم إمكانيات للدراسة ، ولكن هذا القلق من خوض الامتحان أصبح عادة تسبب لهم الاضطراب والارتباك كلما تقدموا إلى الامتحان مما أثر على مستوى دراستهم وتحصيلهم العلمي وإني اذكر حالة حدثت أمامي في تقديم الشهادة الثانوية حيث كانت هناك طالبة متفوقة في جميع مراحلها الدراسية ، ولكن الذي حصل أنه في قاعة الامتحان للثانوية سقطت وأغمي عليها قبل استلام ورقة الامتحان الأمر الذي حرمها من إجراء الامتحان نظراً لحالتها النفسية المتردية وعدم استطاعتها بالتالي متابعة الامتحان وهناك حالات كثيرة شبيهة تحصل للعديد من الطلاب نتيجة الخوف والرهبة من الامتحانات خاصة إذا كان ينتاب الطالب شعورا بأن دراسته كانت غير كافية أو غير فعالة وهذا يثير لديه الشعور بالذنب أمام أهله الذين علقوا الآمال عليه في التفوق .
أمينة – مديرة مدرسة قالت : إن القلق الامتحاني يصبح مرضا لدى الطلاب إذا ما تكرر كل مرة دون معالجة وكثيرا ما يؤدي إلى الاضطراب في التفكير والتشويش والارتباك أثناء إجراء الامتحان مما ينعكس سلبا على النتيجة وأول شيء يجب على الطالب فعله هو الاتسام بالهدوء وعدم التفكير بنتائج الامتحان أكثر من اللزوم وعلى الأهل يقع الدور الهام في المحافظة على الاستقرار النفسي لأولادهم وتأمين المناخ المناسب لهم قبل الامتحان وبعده .
مروان – موجه تربوي وضع كل اللوم على الأهل بإجبار أولادهم على الدراسة أكثر من طاقتهم وإرهاقهم لدرجة تصل بالطالب إلى أن يرى الكوابيس المفزعة كلما اقترب الامتحان وكل ذلك يسبب إشعار الطلاب بالنقص تجاه زملائهم في الدراسة الأمر الذي يؤدي إلى حدوث مشاكل نفسية عند إجراء الامتحان ومنها هاجس الرعب من الامتحان وكثير من الطلاب يمتنعون عن تقديم الامتحان نتيجة لهذه العوارض النفسية والضغوط التي تواجهه وغالبا ما تكون متمثلة باليأس والإحباط والخوف من الرسوب أو عدم تحصيل درجات عالية تخوله الوصول إلى الهدف الذي يريده من هنا يجب على الأهل عدم تحميل الطالب فوق قدرته بل عليهم مساعدته على بناء ثقته بنفسه وتحسين عاداته الدراسية والتلازم مع المناهج وطريقة التدريس السهلة التي تعود عليها ولدهم لا كما اختاروها له .
أعراض القلق والامتحان
سناء – مرشدة اجتماعية- قالت : إن القلق ضرب من ضروب الخوف والفرق بينهما أن الخوف يكون معروف المصدر أما القلق فيكون غامضا ومجهول المصدر.
كما أن القلق منه ما هو طبيعي ومنه ما هو شاذ ، ولاشك أن الطالب هنا يكون في حالة قلق لأنه يجهل أيكون ناجحا في الامتحان ، أو غير ناجح .
أما إذا كان الطالب واثقا من إجابته في الامتحان فلا يصاب بأي قلق أو اضطراب بدليل أن المرء إذا انتابه خوف أو قلق ظهرت عليه الأعراض المصاحبة له كالتعرق والارتعاش وشحوب الوجه وضعف الشهية واضطراب الهضم وأخيرا الأرق وهو الذي يعنينا في هذا المقام فالطالب الخائف لا ينام لأنه يتوقع شرا يريد أن يدفعه عنه .
ومن النصائح التي يجب معرفتها كما تشير الاختصاصية سناء أن يجهز الطالب نفسه بشكل تام وعندما يشعر بالتوتر لابد من أخذ قسط من الراحة وخاصة إغماض العينين والتصور بأنه في مكان مريح يفضله وقبل كل شيء يجب طرد الوسواس من الحصول على النتيجة الأسوأ في نهاية الامتحان ، ويجب على المدرسين والأهل في البداية أن يقوموا بإرشاد الطلبة إلى طرق تقديم الامتحان ومراجعة الأسئلة كلها قبل البدء بالإجابة ، وعدم التسرع بها أي طريقة التعامل الجيد مع ورقة الامتحان ، فالمطلوب عدم التفكير نهائيا بما يخيفنا واعتبار الامتحان شيء أقل من عادي ينتهي ويذهب بحال سبيله كغيره من الأمور الأخرى خاصة في حال قمنا بواجبنا على القدر الكافي دون مبالغة أو تقصير .
منار الناعمة