لا يصلح فجر كرتنا ومدربنا الوطني بأربعة أيام ما أفسده المدرب الأجنبي على مدى ستة أشهر فاختلت المعادلة ..أبرز اللاعبين وأفضل تشكيلة سورية بأسوأ أداء وأضعف مردود وتعثر كبير وخروج من المشاركة السادسة بنهائيات كأس الأمم الآسيوية فكان نسور قاسيون في هذه المشاركة الأضعف فخرجنا بنقطة واحدة وخسارتين بنتيجة حتمية للمردود العكسي لكل التصريحات الرنانة والإعلان المسبق عن عودتنا من الامارات حاملين الكأس القارية إلى دمشق لأننا نستطيع أن نعمل كل شيء .. بالغنا إلى أقصى الدرجات دون اعتبار لإمكانيات الآخرين الذين يتفوقون علينا بالإعداد الجيد والاستعداد الممتاز وبصدق العمل والنية وحتى الآخرين الأقل استعداداً والأضعف( كما أوهموا جمهورنا ) كانوا بوضع أفضل وصدمونا وفاجؤونا على حد قول مدربنا العتيد الألماني (أبو الملايين) فكانت مشاركتنا صدمة ومفاجأة لم تخطر على بال حتى أشد المتشائمين بمنتخبنا.
وماذا بعد انتهاء الصدمة والفشل السادس على التوالي في مشاركاتنا بالنهائيات الآسيوية ، هل سيكون هناك وقفة جريئة وحازمة ومحاسبة المتسببين بهذه الجلطة الكروية وهدر ملايين الليرات والتلاعب بمشاعر ملايين السوريين الذين عاشوا حلم الوصول لنهائيات كأس العالم ولما فشل المنتخب بتحقيق ذلك الحلم وعد القائمون على كرتنا بالتعويض بالنهائيات الآسيوية والمنافسة على اللقب وإحرازه وتبين أنهم يعيشون في حلمهم بعزلة عن واقع الكرة الآسيوية التي تتقدم بسرعة كبيرة وتواكب تطور كرة القدم العالمي فلم نواكب التطور ولم نحافظ على مستوانا على الأقل فكانت هذه المشاركة هي الأسوأ والأضعف وكان خط دفاعنا المهزوز الأضعف بتاريخ الكرة السورية كان مقطع الأوصال سهل الاختراق والمنال ولا نستثني خط الهجوم أو الوسط…خطوط متباعدة … ضعف تكتيكي جماعي وتراجع مهاري فردي وضعف تمركز وضعف بالتمرير المتقن ولعب روتيني مكشوف وضعف بمواجهة المرمى وضعف بالالتحام والاحتكاك خوفا من الاصابة ودفاعنا كان عالة على منتخبنا ويقدم الهدايا المجانية للخصوم الذين سرحوا ومرحوا بمنطقة دفاعنا بلا حسيب ولا رقيب ووسطنا وهجومنا يتحرك بشق الأنفس ،بعكس لاعبي المنتخبات الأخرى التي لعبنا معها والتي تفوقت علينا بالسرعة في بناء الهجمة والارتداد الدفاعي والهجومي وبالدفاع الصلب المتماسك وبالوسط النشيط وبالمهارات الفردية العالية جداً وبإتقان التمرير الأرضي المركز والتصويب المركز على المرمى وباختصار تفوقوا بالتكتيك الجماعي والمهارات الفردية وحنكة المدرب ورغم ذلك أضاعوا فرص زيادة غلتهم من الأهداف من كرات سهلة وخطرة جدا على مرمانا المكشوف لضعف التغطية الدفاعية وعدم الضغط على حامل الكرة فحققوا أهدافاً سهلة بلا عناء بينما فشلنا في التسجيل بمباراتي فلسطين والأردن وسجلنا هدفين بمرمى استراليا ناهيك عن التحكيم الظالم الذي زاد الطين بلة وقسى على منتخبنا بقرارات عكسية وحرمانه من حقوقه بهدف مع فلسطين ومثله مع أستراليا وركلتي جزاء مع أستراليا ولكن في النهاية خرجنا بخفي حنين بحكم العادة كما فعلنا بالمشاركات الخمس السابقة.
ولكن هذه الاخفاقة كانت بنكهة مغايرة يجب فتح كل ملفات المنتخب وكرة القدم السورية وبحث كل ملابساتها وخفاياها وكل الأسباب التي أوصلتنا إلى هذا الحد الذي أضاع هيبة الكرة السورية وشخصيتها وهويتها ومعالجتها واتخاذ القرارات الحاسمة والحازمة ووضعها موضع التنفيذ بأسرع وقت ممكن وتصحيح مسيرة كرتنا فكفاها ما عانته لتكون نقلة نوعية حقيقية فكرتنا قبل النهائيات يجب أن لا تكون هي ذاتها بعد هذا الفشل الذريع لأنه كان بالإمكان أكثر وأفضل بكثير مما قدمه منتخبنا في الامارات.
التغيير الظاهري الذي طرأ على منتخبنا في مباراته الأخيرة بمدربه وتشكيلة الفريق ومراكزهم وحماستهم لم تغير في حقيقة الواقع شيئا وخاصة بخط الدفاع الهش .
نبيـل شاهـرلي
المزيد...