ألقى الدكتور أحمد دهمان محاضرة بعنوان / قراءة جديدة في شعر أبي نواس /. في رابطة الخريجين الجامعيين .
وأوضح الدكتور دهمان أن أبا نواس قد شغل الدارسين الذين انقسموا حول شعره إلى قسمين … احد النقاد القدامى أوضح أن أبا نواس لم يكتب سوى ثلاثة آلاف وسبعمائة بيت والمتعارف عليه أن في ديوانه اليوم أربعة عشر ألف بيت ، فمن أين جاء هذا الشعر ؟!. يجيب الدكتور دهمان لقد قاموا في الماضي ، وفي عصر أبي نواس والعصور التالية ، بإضافة كل شعر يتعلق بالخمرة إلى شعره ونسبوه إليه,ومن المعروف أن أبا نواس كان يعتز بانتمائه العربي وفي تلك الأثناء كان الصراع على أوجه بين الخليفة هارون الرشيد وشقيقه المأمون الأول يمثل الاعتزاز بالعنصر العربي والثاني مدعوم من العنصر الفارسي وهكذا وجد مناصرو المأمون فرصتهم للنيل من كل الشخصيات التي كانت إلى جانب الأمين ( هارون الرشيد ) ومن هؤلاء أبو نواس ، فرسموه بأنه مضحك الخليفة ووصفوه أوصافاً تدل على خيال مريض وهكذا كثر القول فيه واختلف الحكم عليه .
و كانت نفس أبي نواس حائرة فقد وصف الخمرة وتمسّك بها جهاراً ، بحيث يبدو أنه أعطى حياته للصهباء والكأس
الخمرة عنده تفجر طاقات النفس ، وتهب الشجاعة ، ولو عن طريق الحلم أو الخيال وتجعل المتكبّر لين القلب كريماً , وبهذا المعنى فهل الخمرة التي يتحدث عنها أبو نواس هي هذا الشراب الذي ندعوه / الخمر / أم هي رمز من رموز الحياة والفرح وإطلاق الخيال والحرية ؟!!. هذا السؤال يطرحه دارسو شعر أبي نواس ومنهم الدكتور أحمد دهمان .
وثمة قصائد يجعل فيها الخمرة منقذاً له في حياته وفي موته , وهذا ما يجعل بعض النقاد يؤكدون الرأي القائل إن خمرة أبي نواس هي سر الحياة والنجاة ، وهي هنا رمز معنوي وليست رمزاً مادياً… يقول:
-إذا متّ فادفنّي إلى جنب كرمةٍ
تروي عظامي بعد موتي عروقها
لقد لحق بالشاعر أبي نواس ، قدر كبير من التجني والتشهير ، وقد مات وليس في جيبه قرش واحد ، كما ذكر المؤرخون .
ولد أبو نواس لأسرة فقيرة وعاش فقيراً ومات فقيراً .
صوره الشعرية وشاعريته جعلته يتصدر مجلس الخليفة هارون الرشيد ولكنه برأي بعض النقاد لم يكن مهرج الخليفة ولا طالب الأعطية منه ، وعلاقته به جاءت من منظور أنه عربي الهوى .
العروبة – عيسى إسماعيل