كتاب من حمص “كأسك أيها الشعر”

لا تستطيع وأنت تقرأ ديوان الشاعرة المهندسة ريما خضر ” كأسك أيها الشعر ” الذي صدر مؤخرا  إلا أن تتساءل من أين تأتي هذه الشاعرة بكل هذا الكلام الجميل !! ما الذي يفعله الشعر بنا , فيجعلنا نحلق في الأعالي بأجنحة من كلمات ..!!

هو الكتاب الشعري السابع للشاعرة ريما خضر , وكان عليّ أن ألتزم بالنصيحة التي تتصدر الكتاب وعلى لسان النفري العلامة العربي القديم الذي يقول ( إذا أردت الحقيقة فتمعن لأن حجاب المجاز هنا رقيق , يمكن أن يهتكه كل من يحاول ذلك ) .

قصائد الشاعرة ريما خضر ومضات سريعة , تبرق وتختفي تاركة فرح الدهشة , بالكلمة والمعنى .

نقرأ أول ومضة بعنوان ( قواعد ) :

عندما يغادرنا الحب

نلوح لنصف قلبنا الآخر

وننطوي ..

عندما تغادرنا المحبة

نلوح للإنسانية

وننكسر ..!!

لأهزمك .. لا أحتاج إلى أكثر من الحب

لتهزمني .. لا أحتاج إلى أكثر من المحبة

على وسع جناحيك

أنفرد

وفي قصيدتها ( مجازات ) ثمة رأي حاسم لها , فتتكرر كلمة ( ليس ) سبع مرات في القصيدة , نريد قمراً لليل بلادنا وسلاماً له وحباً وصباحات جميلة , وأحلاماً وردية ونشيداً لا يحتمل التأويل .. ونريد ليلاً بلا وجع , بل بسلام وأمان تقول الشاعرة :

ليل لايرتدي قمر بلادي 

ليس بليل 

ليل لايصطاد الحب إذا ما مر شاعر بجوار نجمة

ليس بليل

ليل لايفقه حدس الصباح ليس بليل

ليل لا يتقن وضع أحلامنا , إذا ما اكتملت الرؤى

ليس بليل ..

وفي توصيف الومضة الشعرية يقول إنها أسطر قليلة , فيها تكثيف ومعنى وإدهاش في نهايتها وهذا ما ينطبق على قصائد ريما خضر , تقول في قصيدتها ( قمر ) :

بنصف العقل

أعيش معك كل جنوني

والقلب نصف قمر

عندما تحبني أصبح قمراً

عندما أحبك تصبح بدراً .

والتمرد على ما هو سائد سمة الشعر الحديث بشكل عام وقصيدة النثر بشكل خاص فالشاعرة لا تريد أنصاف الحلول ولا نصف القمر بل تريده ( بدراً ) وكلمة ( البدر ) تتكرر في قصائدها نقرأ من قصيدتها ( على مرمى سنبلة ) :

على خلاف كل العشاق

لا أستمع إلى أم كلثوم

فأنا لا أحب أن أقول لك ” أنا في انتظارك “

عندما أفقد صبري

في انتظارك

على خلاف كل الشعراء ( لا تتسع رئتاي لأكثر من أغنية عندما يجتاحني نورس عينيك

أغرد خارج السرب .

والشاعرة ريما خضر , عضو اتحاد الكتاب العرب , عضو جمعية الشعر , و نالت عدداً من الجوائز في مجال الشعر وشاركت بمهرجانات داخل سورية وخارجها وعملها كمهندسة لايبعدها عن الشعر , فالهندسة فن والشعر فن . وصدر للشاعرة من قبل عدة مجموعات هي ( امرأة لكل الاحتمالات – تضاريس أخرى للحب – عندما كنت أحيا – لو قرأتم الفرح – على مرمى سنبلة – في مديح الزنبق ).

عيسى إسماعيل