تحية الصباح .. ما بين الذاتي والموضوعي

هي جدلية التناص والتبادل ، وجمالية التكامل ، ونباهة المرء لمعنى وجوده فردا ً يتراءى عمقا ً تكامليا ً مع غبره ، ويحقق بذلك معنى وجوده في رجع الصدى لكينونة ذاته فردا ً ، وسلالة بشرية أكان ذلك في وجدان ٍ يصطلي داخله جمرا ً يتقد في مشاعر وأحاسيس وانفعالات أم كان في رزانة عقل ٍ ضمن مدارات تفكير له من المؤشرات في المعارف والخبرات والمهارات ما يتسع آفاقا ً رحابا ً ، ويمتد مرتسمات ٍ لحدود ٍ تؤكد منطقا ً في سداد تفكير وبراعة تدبر ٍ في أمور ٍ تحاكي الحياة جنبات ٍ .
إنها جدلية ٌ تفضي إلى تكاملية ، إذ تبدأ بالذاتية الغنائية صيرورة ً في مسار ِ المرء ِ غنى ميول ٍ واتجاهات ومشاعر وعواطف مع ثراء ٍ يعكس وعي المرء ِ لما يختزن من معارف وتجارب وما يزدهي به من اكتساب مهارات ليجمع مابين الذاتي والموضوعي في خصوصيته .
ومنذ القِدم قالوا : الإنسان يساوي معرفة .. فالمرء حاضرٌ بما يعرف قولا ً وفعلا ً . ومهما اتسعت معارف المرء فإنه لا يستطيع أن يستقر في جزيرة ٍ منفردا ً ولو عاش ذلك تخيلا ً ، فمآله إلى أرخبيل من التقاء إنسان ٍ بإنسان . وهنا يكمن جمال التعاضد ما دامت النيات الخيرة مرايا لأصداء النفوس ومحكات العقول ليغدو بذلك الإنسان الحاضر في ذاته وفي غيره معا ً ما بين دمعة ٍ في كرب ٍ وابتسامة ٍ في بشاشة فرح ٍ ممراح جادت به إشراقات سعادة ٍ في قناعة عقل ٍ أو صفاء وجدان . وكثيرا ً ما تحط السعادة رحلها في مضارب التوازن النفسي وقد لاحت عرزالا ً على مطلول كروم ٍ نتاجات ٍ وأعمال يتغنى بها النجاح إبداعا ً وفرح المغتبطين نبوغا ً لمعالم تميزه وألمعية تلك الأعمال ضمن مصداقية حضور ٍ يتشاطره أمران اجتهاد ٌ في ذات مبدع و صدق ٌ في أصلة محتف ٍ عناق حقل ٍ ببيدر ومنبع ٍ في ارتعاشات مساطب زروع ٍ ومساكب ورد ٍ تنفح شهامات ٍ في ضمائر حية فيكون الإنسان لقيا واحات ٍ في خبايا الضمير الصاحي لمكانة نجاح ٍ يُتوّج بعلياء قيمة ٍ مضافة في عمل ٍ عبر شرفات تفوق يشار لها بالبنان تعاقب أزمنة وتتالي أجيال . يتسع المحيط الاجتماعي سعادة اغتباط ٍ لدى الجميع حيال كل مورق ٍ في نعماء خير وعلو قيمة ٍ وقامة في منتج كل حرف وصقيل كل عمل ، فتترامى شذرات الضياء جواهر من قلائد لقيم ٍ وسجايا وأنماط ٍ سلوكية تنداح فيضا ً من ذكاء ٍ شخصي لدور الفرد في نسج العلاقات الإنسانية القائمة على الحضور النوعي المتبادل من غير ضعف ٍ هنا أو تعثر ٍ هناك فتصير الخبرة مهما كانت ذاتية ً في وعي المحيط الاجتماعي خبرة موضوعية رافلة بأثواب الخير الإنساني .
إنه فرح التلاقي الإنساني ترانيم ألحان ٍ من حب ٍ ومحبة وتسامح سعادة وعي ٍ وحفاوة تكامل دافئ يجافي كل صقيع على تضاريس أي وهن في متاعب النفس وأعباء الحياة وقد انساب التناغم وقع أنغام ٍ على قيثارة كل وجد وقد تنفست شبابة ٌ صداحة ٌ على ضفاف ِ مواجد الأيام في استنبات كل فعل يتبرعم بوعي العلم ونباهة كل عمل ٍ أصيل وقد تماهت كينونة الإنسان نبل عطاءات ٍ في كل وشي ٍ يطرزه كل إبداع أي كان نوعه وفي أي مجال.
إن حروف الكلمات وألوان اللوحات وإيقاعات الموسيقا وهدوة الأنغام هي حزم الإبداع في مهاد تباريح كل كد ٍ ونجوى كل هوى ً واتساع كل مجال ومقاربة كل حرف ٍ يكتب جملة مثقفة تتورد على جبين كل عمل وجانب من جوانب الحياة ، ولاسيما عندما تشرّع أبوابها ونوافذها لكل انفتاح يجمع ما بين الأصالة والحداثة الواعية .
وجميل ٌ قول الشاعر أدونيس : « إنني لا أستطيع الوصول إلى معرفة نفسي من دون المرور بالآخر » وكذلك قول الشاعر : وأنا وأنت ، وكل شخص ٍ بيننا جزء ٌ يكمل لوحة النحات ِ

نزار بدّور

 

 

المزيد...
آخر الأخبار