كيف تجدل الأزمات بضفيرة واحدة في وقت حساس من السنة ، صقيع ، أمطار ، عواصف ، وتدرجات العاصفة ليست بأهون من تصاعد الأزمات نحو أوجها ، قلة مازوت و غاز وكهرباء ، والكلمة فيها للسوق السوداء وتجار الأزمات الذين باتوا خارج سيطرة القبضة الرقابية ولو لم يكونوا خارجها كيف لعقل أن يصدق أن الدفعة الأولى من مخصصات المازوت لم تصل إلى معظم البيوت والزمهرير لايرحم عظماً غضاً كان أم هرماً ، مع أن مادة الغاز المنزلي متواجدة “ حر” والتهريب قائم وضبط كميات كبيرة وضخمة مخبأة ضمن المستودعات والصور التي يتم تناقلها ورصدها عبر وسائل الإعلام المقروء والمسموع ووسائل التواصل الاجتماعي خير دليل على واقع قاس انتهج فيه ضعاف النفوس أساليب ملتوية في سرقة لقمة المواطن والمتاجرة بها وتهريبها دون رادع من ضمير أو وضع معيشي صعب ، ومناشدات المواطنين بضرورة معالجة العقم الخدمي الذي يجتاح واقعنا بات صرخة في قربة مقطوعة…
صناع الحرب في العالم أخطؤوا عندما اختاروا سورية ساحة لتصارع مصالحهم ، وجيشنا الصامد المرابض في الميدان تحت أشعة الشمس الحارقة صيفاً وتحت الأمطار والعواصف والثلوج شتاء ألحق بهم الهزيمة وحرب شعواء لم تستطع إركاع وثني الشعب السوري عن مبادئه ، انتصرنا ، والشعب السوري يريد أن يحتفي بتلك الانتصارات العظيمة لأنه لم ولن يكون عابر سبيل أو ضيفاً عليها وكل انتصار احتل واجهة قلبه وعقله وهذا الإحساس لن يقتله فينا تجار الأزمات الفاسدون الذين يحاربوننا بلقمة عيشنا..
وانفراجات تلك العواصف على الورق يدخلنا في قراءة عسيرة وسوء فهم لاتلبث أن تتبدد وتكشف تجاوزات المحتكرين والسوق السوداء .. ومتسع للتمني يقول لهؤلاء و للساكتين عنهم ..كفى… كفى .. بلغ السيل الزبى .
العروبة – حلم شدود