يهتم مشروع تطوير الثروة الحيوانية بالتنمية المتكاملة لهذا القطاع و تنفذه وزارة الزراعة و الإصلاح الزراعي بتمويل من الحكومة السورية و الصندوق الدولي للتنمية الزراعية إيفاد, و يشكل العمل على زيادة إنتاجية الوحدة الحيوانية لزيادة دخل الأسر الريفية الفقيرة التي تعتمد عليها كسبيل للعيش الهدف الرئيسي للمشروع ،و يقوم في هذا المجال بالعديد من النشاطات الغنية و المتنوعة و التي يأتي في مقدمتها إحداث نظام وطني لتسجيل و ترقيم الأبقار و الأغنام في سورية و مراقبة أدائها الإنتاجي, وتشكيل و تمكين لجان تنمية المجتمع المحلي على مستوى القرية , وتحسين إنتاجية الوحدة الحيوانية من خلال توزيع قشات السائل المنوي للأبقار والكباش المحسنة, و إقامة مدارس المربين الحقلية للأبقار والأغنام و الجاموس بهدف زيادة مهارات المربين في إدارة و تربية و تغذية الحيوانات , وإنشاء شبكات للمربين, وتنمية الموارد العلفية من خلال تطبيق النظم المتكاملة, وتحسين الاستفادة من المخلفات الزراعية و بقايا المحاصيل .
و إيجاد فرص عمل مولدة للدخل من خلال إحداث صناديق التمويل الصغير , وتدريب مربي الثروة الحيوانية على تطبيق تقنيات تحسين نوعية الحليب, و زيادة دخل الأسر الريفية من خلال إيجاد مشاريع صغيرة تهدف إلى تحسين تسويق المنتجات الحيوانية و تأمين إناث ماعز و أغنام من المراكز البحثية و بأسعار مدعومة , و بالتالي رفع جودة المنتجات الحيوانية لتعزيز قدرتها التنافسية , وتحسين الرعاية الصحية البيطرية من خلال رفع كفاءة التحصينات الوقائية للحيوانات في القرى المستهدفة , وتحسين الرعاية الصحية و الإسعافات الأولية لأسر صغار المربين , وإقامة دورات محو أمية لأصحاب الحيازات في القرى المستهدفة …
تنفيذ كامل للخطة
وفي حديثه للعروبة ذكر الدكتور إميل سلوم مدير مشروع تطوير الثروة الحيوانية بحمص أنه تم خلال عام 2018 تنفيذ كامل الخطتين الحقلية و الاستثمارية , وعن تفاصيل النشاطات الحقلية المنفذة خلال العام المنصرم ذكر سلوم أنه في اختصاص مكون المراعي و تنمية الموارد العلفية تمت زراعة الشجيرات الرعوية (رغل و روثة) على خطوط ضمن حقول الشعير وكان إجمالي المساحة 18 هكتاراً في قريتين و عدد المستفيدين 15 مربياً كما تم تأسيس 15 صندوق بذار محاصيل علفية (بيقية و شعير وجلبانة) برصيد إجمالي وصل إلى 5677 كغ بمساحة إجمالية بلغت 40,1 هكتار في خمس عشرة قرية مستهدفة و وصل عدد المربين إلى 83 مستفيداً ,أما بالنسبة لزراعة الفصة الشجرية فكانت المساحة الإجمالية المزروعة هكتار واحد في قرية واحدة و عدد المربين 16 مستفيداً…
25 جلسة و 506 مستفيدين
و أشار سلوم أنه و خلال العام 2018 تم تنفيذ عدد من التجارب و الجلسات الحقلية حول (زراعة الشجيرات الرعوية و زراعة الصبار الأملس و زراعة المخاليط العلفية و الفرامة الآلية و الفصة الشجيرية و استنبات الشعير بدون تربة), و ذكر بأنه تم تنفيذ جلستين تختصان بزراعة الشجيرات الرعوية ضمن حقول الشعير و كان عدد المستفيدين 40 مربياً ,بالإضافة لخمس جلسات عن زراعة الصبار الأملس كبديل علفي ووصل عدد المستفيدين إلى 108 ,تلتها أربع جلسات حول زراعة البذار و المخاليط العلفية و كان عدد المستفيدين 79 مربياً , بالإضافة إلى جلستين اختصتا بزراعة الفصة الشجيرية تابعها 41 مستفيداً , كما شهد العام المنصرم عشر جلسات تدريبية حول آلية تشغيل الفرامة الآلية المستخدمة في فرم المخلفات النباتية وكان عدد المستفيدين 198مربياً, بالإضافة لجلستي استنبات الشعير بدون تربة ووصل عدد المستفيدين إلى 40 مربياً…
13 صندوقاً محدثاً
و عن الصناديق التي تم تشكيلها منذ عام 2012 وحتى نهاية عام 2018 ذكر سلوم بأنها وصلت إلى 13 صندوقاً وهي في قرى المخرم الفوقاني و أبو خشبة و منطار العبل و القنية الشرقية و زيتا الغربية و الحوز وأم جامع الشرقية و السنكري وتارين و الجابرية و الحمرات و البطمة و الرقاما ,وعن تشكيلها أشار سلوم أنها بدأت من مساهمات المربين ثم ضخت الحكومة مبالغ مالية تعادل أربعة أضعاف المبلغ الإجمالي,ويتم عبرها تزويد المربين بقروض عينية تتراوح قيمتها بين 50 إلى 200 ألف ليرة سورية شريطة أن يكون المقترض مساهماً بالصندوق و أن يكون الهدف شراء مكون من مكونات الثروة الحيوانية ,وعن آلية الاسترداد ذكر سلوم بأنها تخضع لرغبة المقترض سواء سنة أو سنة و نصف أو دفعة أو دفعتين ,والاسترداد يتم على مبدأ المرابحة وقيمتها لا تتجاوز 0,4% في حالة الاقتراض لسنة و 0,6% عندما تكون المدة سنة و نصف و 0,7% عندما يكون الاسترداد على دفعة واحدة ,وأضاف سلوم بأن عدد المقترضين في الصناديق خلال عام 2018 وصل إلى 374 مقترضاً و بلغت قيمة القروض خلال العام الماضي 28 مليوناً و 290 ألف ليرة سورية ..
44 دورة نوعية
وأضاف سلوم: تم خلال العام المنصرم تنفيذ 44 دورة لمربي الثروة الحيوانية حول التهاب الضرع لدى الأبقار الحلوب و تصنيع الأجبان و الصحة البشرية و المجتمع المحلي ورفع الخصوبة و الكباش المحسنة و التلقيح الاصطناعي و سلامة منتجات الحليب و الأمراض الاستقلابية و شبكات المربين و إسهال العجول الطفيليات و بلغ عدد المستفيدين 868 مربياً ومربية ..
ثلاث زيارات أسبوعياً
وأكد سلوم أن الزيارات للمستفيدين من المنح المتعددة تتم بشكل دوري ونوعي في سبيل الحفاظ على الثرة الحيوانية وتحسينها وتطويرها, و تم مؤخراً توزيع منحة 400 رأس غنم ل200 مستفيد في قرية حولايا و الإناث كانت حوامل بأعمار مختلفة و حدثت عدة ولادات , وتم إعطاؤهم مضادات حيوية وفيتامينات منذ اليوم الأول و الأغنام مرقمة من مشروع الترقيم و أجريت لها كل الفحوصات الدموية قبل وصولها وهي خالية من الأمراض و حالياً نمر بفترة متابعة من قبل كوادر المشروع لمدة ستة أشهر بمعدل ثلاث زيارات أسبوعياً بهدف المتابعة فنياً و صحياً ..
البدء بمشروع الترقيم الوطني
وعن مشروع ترقيم الثروة الحيوانية بالمحافظة ذكر سلوم بأنه من المقرر بدء العمل به في العام الحالي و بالتعاون مع مديرية الزراعة وذلك بعد تحرير كامل ريف المحافظة من رجس الإرهاب ,و أوضح أن الهدف من المشروع حصرالثروة الحيوانية و ترويج للإحصاء الكامل على مستوى القطر…وأشار إلى أن قرية الحمرات تضم مجموعة من مربي الأغنام و تم ترقيم 4120 رأس غنم في العام الماضي,كما تم ترقيم 200 رأس بقر في الجابرية ,بالإضافة لترقيم كامل الأبقار المستوردة في المحافظة و إدخال البيانات الرقمية ضمن شبكة قاعدة البيانات الكترونياً ..
مصدر علفي مجاني ومتجدد
كما تحدث سلوم عن الأساليب العلمية المبتكرة لتأمين بديل علفي أخضر و متجدد و بأقل التكاليف و دور المشروع في زرع هذه الثقافة و نشرها و توعية المربين لأهميتها و من هذه الأساليب الفرامة الآلية المتوفرة حالياً لدى المشروع نصف آلية وهي تدريبية لفرم كميات صغيرة بهدف نشر تقنية الاستفادة من المخلفات النباتية التي تضم مخلفات أغصان الزيتون ونواتج تقليم الكرمة وفرم المخلفات وتحويلها من الشكل غير القابل للاستهلاك من قبل الحيوان إلى الشكل القابل للاستهلاك و بالتالي تأمين مصدر علفي مجاني ,وأضاف :أنه بإمكان المربين التعاون لتصنيع فرامة كبيرة و تركيبها على محرك الجرار ,علماً أن التكلفة بحدود 200-300 ألف ليرة لتجميع مخلفات القرية و فرمها و توزيعها كمصدر علفي دائم على مدار العام,وبذلك يتم تخفيف جزء من الأعباء المادية على المربين…
كما تحدث عن الصبار الأملس على اعتباره علفاً إسعافياً احتياطياً ودائم الخضرة على مدار العام ,يمكن أن يستفيد منه المربي في الفترات الحرجة و عند عدم وجود علف أخضر مثل فترات الشتاء التي تعتبر الأكثر حرجاً وكلفة لتغذية الحيوان, لعدم وجود مراع خضراء, علماً أن الصبار الأملس لايغني عن المصادر العلفية الثانية و لكنه داعم جيد و يشكل رديفاً للمصادر العلفية الأخرى و يحقق وفراً اقتصادياً بحدود 20-30 %
و أوضح أن طريقة زراعته إما على شكل سياج للحقل أو على خطوط بين كل خطين بمسافة تتراوح بين 2-3 أمتار ومسافة بين كل متر إلى متر ونصف , وهو علف أخضر جيد للحيوانات المدرة للحليب …
استثمار مضاعف للحقول
كما تحدث سلوم عن أهمية الشجيرات الرعوية و التي تتضمن الرغل و الرثة و هي شجيرات معمرة على مدار العام و تزرع على خطوط ضمن حقول الشعير حيث تكون المسافة بين الخطين عشرين متراً و بين الغرستين على نفس الخط مترين و يمكن استثمار الحقل بعد سنة من الزراعة , و هي خاصة بالأغنام و الماعز و تزرع بمناطق الاستقرار الثالثة و الرابعة, واحتياجاتها المائية بسيطة أهمها الرية الأولى و هي الرية الاسترسائية ثم رية واحدة أو اثنتين في فصل الصيف, و تزرع على خطوط ضمن حقول الشعير و بالتالي يتم تأمين حقل فيه عليقة متوازنة أو متكاملة بدءأً من الطاقة الموجودة بالشعير وصولاً إلى البروتين الموجود بالشجيرات ,مؤكداً بأن الصعوبة عند المربي تكمن في تأمين الغراس ,وهي مهمة يتكفل بها المشروع حيث نقوم بتوزيع الغراس مجاناً ضمن القرى و يتم الإشراف على زراعتها حسب الأصول العلمية بواسطة عمال متخصصين , وبذلك يكون المشروع قد حقق إحدى أهم أهدافه و هي تمكين المربي و تخفيف الأعباء المادية و خاصة مايتعلق بالأعلاف خلال فترة الشتاء الحرجة ..
أخيراً
لابد من القول إن جهود الأطباء البيطريين و كل ما يتم تقديمه من إرشادات و منح سواء من مشروع التطوير أو من قبل جهات معنية أخرى ,كلها لن تكلل بالنجاح و ستبقى مجرد تجارب إذا لم يتم زرع قناعات جديدة لدى الفلاحين و المربين لإتباع الأساليب العلمية الحديثة لمضاعفة الإنتاج مرات و مرات , وهذا لن يحصل إذا لم ترفع سوية الوعي لدى المربين عن أهمية هذه الندوات و الدورات لئلا تبقى كمن ينفخ في قربة مقطوعة ,وخلاصة القول إن الاعتماد الأكبر في مجال استعادة عافية الاقتصاد الزراعي يقع على عاتق أصحاب الحيازات الصغيرة و الكبيرة و القائمين بالعمل ..
هنادي سلامة