البلدان الأكثر قدرة على التطور ومواكبة الحضارة هي البلدان التي ترتفع فيها نسبة المتعلمين , أما البلدان المتخلفة التي يكثر فيها الجهل فهي بلدان زائلة .
المغول كانوا أمة محاربة , خاضوا معارك كثيرة أريقت فيها شلالات الدم وعرفوا النصر والهزيمة ولم يعرف لهم كتّاب أو علماء أو أدباء لذلك انقرضوا !!
قبل مئات السنين بنى الصينيون سورهم العظيم وظنوا أن العدو لايمكن أن يتجاوز السور لارتفاعه الشاهق ومتانته , لكن الصين تعرضت للغزو عدة مرات لأن الغزاة كانوا يدخلون من الباب بعد أن يدفعوا رشوة للحراس !!
وهذا دليل على أن الحصون لا تحمي البلدان بل يحميها تحصين أبنائها بالعلم والمعرفة وحب الوطن , فبناء الإنسان وتنويره خير من بناء الأسوار, والجهل أشد على البلاد من العدو الخارجي , فمعه يتحول الفساد الى ثقافة وسلوك يومي , ينخر في هيكل البلاد ويدمرها , والجاهل أول من يروج للشائعة ويمتدح المشعوذ , ويؤمن بالخرافات وينظر الى أي فكرة جديدة على أنها بدعة مضللة ويدخلك في متاهات التحليل والتحريم !
المجتمعات التي تفتقر للثقافة مواطنوها الأكثر جهلاً , والأعلى فساداً , والأكثر استهلاكاً والأقل انتاجاً .
قد يرتدي الجاهل أغلى الساعات لكنه لايدرك قيمة الوقت , ولا يلتزم بالمواعيد لا تظنوا أن الجاهل يحمل رأساً فارغة , لا , لأنها مليئة بالمعارف التي لاقيمة لها !!
الجهل عدو خطير يتربص بنا , قد لا ندرك حجمه إلا بعد فوات الأوان .
سمر المحمد