ليس هناك أجمل من الوفاء كقيمة ورمز وليس هناك ما يعوض الزوجين عن غيابه مهما كانت الظروف فوجوده يجعل للحياة قيمة ومعنى أما غيابه فمؤشر على انهيار الأسرة …
فهل يتخلى الزوج عن زوجته في حال مرضها أو تغدر الزوجة بزوجها بحجة أنها لا تحبه ؟
نعم قد يحدث هذا الأمر ونظرة سريعة إلى ملفات القضاء تؤكد ذلك …
في مادتنا هذه نعرض بعض الآراء حول وجود الوفاء و انعدامه بين الزوجين :
- بسام حسن – موظف قال : الوفاء كقيمة مهم جداً ولكنه اليوم أصبح نادراً وقليلون من يحافظون عليه وأثبتت الأيام أن المرأة أكثر وفاءا من الرجل وكثير من الحالات تدل على ذلك حيث تتحمل المرأة زوجها عند المرض وتستدين في بعض الأحيان لعلاجه .. في حين أن بعض الرجال قد يتخلون عن زوجاتهم ليس لمرضهن وإنما لضياع جمالهن بسبب الحمل والولادة وتغيرات الزمن ، فيتركهم أزواجهن.
- فاطمة – مديرة مدرسة قالت : الزوجة نادرا ما تتخلى عن زوجها في حال إصابته بالمرض لأنها تحاول منذ البداية المحافظة على بيتها بكل الوسائل والطرق ولكن الرجل كثيرا ما يتخلى عن زوجته حتى لو كانت جميلة ويذهب إلى غيرها وهذا دليل على أن الوفاء عند بعض الرجال يضعف أمام الكثير من المغريات ،لأن المجتمع أعطى الرجل مساحة حرية كبيرة في التعامل مع المرأة فهو بإمكانه الزواج ثانية وحتى إن لم يكن الزواج غايته فالمجتمع لا يحاسبه على هفواته ومغامراته لأنه رجل ، وعلى زوجته التحمل وإن لم تفعل يقع عليها اللوم وكثيرا ما سمعنا بعض الآراء التي تقول دعي الرجل يذهب أينما يشاء فعودته أخيرا لبيته ولكن كل ذلك على حساب زوجته و بيته وكذلك الأبناء الذين يجب أن تزرع فيهم بذور الوفاء منذ الصغر.
- محمد – أعمال حرة قال : يجب أن تقوم العلاقة الزوجية على الوفاء المتبادل وإلا فإن العلاقة بين الزوجين محكوم عليها بالفشل ، وحتى إن كان هناك مشكلة تخلخل موازينها كالمرض أو فقدان الحب ، فيجب على الزوجين الاتفاق على حل يرضي الطرفين وذلك حفاظا على مشاعرهما .
- حازم طبيب – قال : إن للمرأة تركيبتها وطبيعتها العاطفية التي تجعلها تبحث عن الحب ومن هنا يأتي الوفاء ، أما الرجل فأكثر قسوة من المرأة وإن غاب الحب بالنسبة له اختفى الوفاء ، وبشكل عام من أسباب قلة الوفاء هي التربية لأنها تلعب دورا كبيرا في غرس قيم الوفاء في نفوس الأبناء فإن تعلم الأبناء هذه القيمة من الصغر سيتحلون بها في الكبر والعكس صحيح ، ولكن هذا لا يعني أن الوفاء اختفى للأبد بل هناك نماذج رائعة للوفاء يحتذى بها وقد صادفت البعض منها في مجال عملي فالمرض والحالة الصحية لأحد الزوجين قد تكون الاختبار الأصعب للوفاء .
- سميرة – ربة منزل قالت : طالما بدأت الحياة الزوجية بالمودة والرحمة فسيظل الوفاء موجودا رغم الصعاب وأعتقد أن الصبر هو أساس الوفاء فأنا تعرضت بداية حياتي الزوجية لمرض لازمني سنوات وكان زوجي ملازما لي طوال تلك الفترة وهناك لحظات لا أنساها من عطفه وحنانه ولذلك فإن ما يقال عن الرجل أنه أقل وفاء فيه ظلم ، وبرأيي أن المتغيرات العديدة في ظل الحرب التي مرت على بلدنا أثرت على قيم أسرية كثيرة ومن ضمنها الوفاء .
- إبراهيم يونس – مدرس قال : معظم الرجال يتزوجون بعد وفاة زوجاتهم في حين أن نسبة كبيرة من النساء لا يفعلن ذلك ولكن هذا الأمر لا يمكن تعميمه وبالمقابل نعترف أن السبب لهذا التصرف من كلا الطرفين هو العادات والتقاليد التي تغفر للرجل زواجه السريع في حين أنها لا تعامل المرأة بالمثل .
الآثار النفسية
الوفاء قيمة أخلاقية واجتماعية مازالت متماسكة في مجتمعنا وإن ضعفت فذلك بسبب طغيان المادة وضعف الوازع الأخلاقي وعموما الوفاء يتأثر بحركة تغير المجتمع.
أما عن الآثار النفسية لعدم الوفاء أو ما يمكن أن يطلق عليه خيانة فتوجزها لنا المرشدة النفسية منى إبراهيم :
- الأثر يتوقف على مدة العلاقة الزوجية فإن كانت سنوات طويلة ولم يكن متوقعا حدوث تخل من طرف عن الآخر فإن هذا يحدث إحباطاً وعدم ثقة بالنفس وبالآخرين والمرأة تكون أكثر تأثرا من الرجل في مثل هذه الحالات لأنها عاطفية وأكثر ميلا للإصابة بالاكتئاب ، وفي حال تخلت الزوجة عن زوجها بسبب المرض سيعتبرها خائنة أما عندما يتخلى هو عن زوجته لنفس السبب فستعتبره المرأة ظالما .
وعموما الزواج مبني على الشراكة ويجب أن يتحمل كل طرف الآخر حتى تتحسن ظروفه وإلا إذا تخلى الزوج عن زوجته أو العكس في أول عارض صحي ستنهار كثير من الأسر .
إن ما أفرزه لنا التطور في كل ما يحيط بنا وخاصة وسائل التواصل أدى إلى التعرف على عادات بعيدة عن قيمنا مما ساهم بزرع بذور التفكك الأسري حيث كل يريد التصرف على هواه إضافة إلى إيقاع الحياة الذي أصبح سريعا مما جعل الناس لا تبحث عن العلاقات الإنسانية وإنما عن العلاقات المادية .
منار الناعمة