قراءة في ذهاب كرة الوثبة

لا شك أن محصلة نتائج قطبي الكرة الحمصيّة مع ختام مرحلة الذهاب للموسم الحالي / 2018 – 2019 / لم تكن تتناسب مع طموحات وتطلعات جماهيرهما والقائمين عليهما فالفريقان خيبا الآمال بسلسلة من النتائج المتناقضة والتي حيرت المراقبين ، علما أن الفريقين نالا من إدارتيهما جرعات كبيرة من الدعم والمساندة بكافة أشكاله المادية والمعنوية وبعناصر إضافية هامة في الصفوف، فماذا كان ينقص الكرة الحمصيّة لتتوازى نتائجها مع تلك المقدمات المبشرة ؟
نبدأ قراءتنا مع فريق الوثبة والذي تربع بنهاية المرحلة على المركز السادس في سلم ترتيب الفرق وبرصيده /18/ نقطة من /4 / انتصارات و / 6 / تعادلات مقابل /3/ هزائم ، ويرى الكثير من عشاق الوثبة أن هذه المحصلة تعتبر إيجابية نوعا ما قياسا لواقع ونتائج الفريق في المواسم الماضية كان خلالها من الفرق المرشحة للهبوط إلى الدرجة الأدنى ، بالعودة إلى الموسم الحالي نجد أن إدارة الوثبة ( الجديدة) برئاسة إياد السباعي عملت منذ تسلمها لمهامها بمنتصف الموسم الماضي بعقلية عملية بعنوان أساسي لتدعيم صفوف فريقها بلاعبين يمتلكون إمكانات خاصة ونجحت بإنقاذ فريقها من الهبوط بما وصفه البعض بالمعجزة ، وبعد نهاية الموسم واصلت ما بدأت به بما يمكن وصفه بتغيير شبه شامل ونجحت بالتعاقد مع عدد وافر من أصحاب الخبرة والكفاءة فاستعادت لاعبيها وائل الرفاعي وأنس بوطة بعد تجربة احترافية وكل من حارسي المرمى القديرين أحمد العلي وحسين رحال و المدافعين إبراهيم العبد الله ، سعد أحمد ، جابر خطاب ، ولخط الوسط رامي عامر ، عبد الإله الحفيان ، سعيد برو ، إضافة إلى نخبة من لاعبي فريقها في الموسم السابق ، وهذا ما جعل البعض يرى أن نتائج الوثبة في رحلة الذهاب لا تتناسب مع إمكانات لاعبيه وفي قراءة شاملة نجد فعلا أن صفة ( المحيرة ) هي أنسب صفة لنتائج وعروض الوثبة في رحلة الذهاب ولو أردنا رسم مؤشر بياني لنتائجه لخرجنا بمؤشر شبيه بمقياس ريختر للزلازل ..؟!
فالفريق الذي ألحق أول هزيمة بتشرين المتصدر وتعادل مع الجيش بطل الموسم السابق بأرضه والوحدة المنافس القوي بأرضه نجده يتلقى الخسارة أمام فريق الحرفيين الذي سجل أول وآخر فوز له هذا الموسم !! وكما أسلفنا فقد فاز الوثبة بمرحلة الذهاب في / 4 / مباريات ثلاث منها بأرضه وهي على تشرين المتصدر / 2 – 1 / و على جبلة والشرطة بنتيجة واحدة / 3 – 0 / ومباراة واحدة خارج أرضه على الساحل في طرطوس / 1 – 0 / كما سجل له / 6 / تعادلات مناصفة فتعادل على أرضه مع المجد ، الكرامة وحطين وخارج أرضه مع الجيش والوحدة والنواعير فتعادل مع المجد والجيش وحطين بنتيجة /2 – 2 / ومع الكرامة ، الوحدة و النواعير بنتيجة / 0 – 0 / فيما تلقى /3/ هزائم خارج أرضه أمام الاتحاد / 2 – 3 / والحرفيين / 0 – 2 / والطليعة / 1 – 2 / وقد سجل لاعبو الوثبة / 18 / هدفا ويتصدر قائمة هدافيه ماهر دعبول برصيد / 5 / أهداف و يأتي في المرتبة الثانية في قائمة التهديف كل من أنس بوطة ، وائل الرفاعي ، رامي عامر و سعد أحمد ولكل منهم هدفين و هدف لكل من عبد الإله الحفيان ، علي غصن ، عبد الرزاق البستاني ، ومنهل كوسا وهدف سجله حمزة الكردي مدافع الطليعة خطأ في مرمى فريقه فيما تلقى مرمى الوثبة / 14 / هدفا وهذا يدل إلى أن هجومه أفضل من دفاعه ، ويبقى القول: إن هناك ظاهرتين سلبيتين رافقتا رحلة الوثبة ذهابا ويمكن اعتبارهما من أسباب تناقض نتائجه ، وهي نسبة عدد الإصابات في صفوف اللاعبين بدرجات مختلفة وأبرزها إصابة اللاعبين علي غصن ووائل الرفاعي والتي حرمت الفريق من جهودهما لعدة أسابيع إضافة إلى إصابات متوسطة لحقت بكل من حارس المرمى أحمد العلي ، أنس بوطة ، عبد الرزاق البستاني و صبحي شوفان ووصل الأمر لدرجة أن فريق الوثبة دخل مباراته أمام حطين بأربعة لاعبين فقط على دكة البدلاء ومنهم حارس المرمى ولم يكن قد تعافى بعد من إصابته كما شارك البوطة بالشوط الثاني وهو يعاني من آلام إصابته بالفخذ ، أما الظاهرة الثانية فهي الكم الهائل من البطاقات الملونة التي نالها لاعبو الوثبة فنكاد نجزم أنه لم تخل مباراة للوثبة مرت بلا بطاقة لأحد لاعبيه والأخطر أن اغلبها لم يكن لحالات لعب تكتيكية ، وهنا لابد من التنويه أن هناك بعض تلك البطاقات كانت جائرة .؟
محمود جمعة

المزيد...
آخر الأخبار