في السادس من تشرين الأول من كل عام نستعيد أمجاد العزة والبطولة التي سطرها ميامين الجيش العربي السوري وكتبوا ببطولاتهم وتضحياتهم ملاحم العزة والكرامة ,وسطروا أروع البطولات ليبقى الوطن حرا كريما منيعا قادرا على مواصلة العطاء والبناء ,وصنعوا مجداً لسورية كان مفصلاً في تاريخها الحديث,وسجلوا صفحات ناصعة مشرقة ومشرفة في سفر الوطن وتاريخه .
بانتصاره في حرب تشرين التحريرية على كيان العدو الإسرائيلي أسس جيشنا البطل لزمن الانتصارات التي كتبها بواسله بأحرف من نور في سجل النضال الوطني عبر تضحياتهم وبطهر دماء الشهداء الأبرار الذين أناروا طريق الأجيال لبناء مستقبل مشرق .
لقد شكلت حرب تشرين التحريرية التي قادها القائد المؤسس حافظ الأسد نبراسا ومحطة في طريق النضال لتحرير الأرض المغتصبة فكانت إعلانا واضحا لبدء زمن الانتصارات والمقاومة ونهاية لزمن الهزائم لتكون الحرب العربية الأولى في تاريخ الصراع العربي الإسرائيلي من ألفها إلى يائها التي كسرت جدار اليأس بعد نكسة حزيران عام 1967 وكرست حقيقة أن سورية العروبة لم ولن تبخل بتقديم التضحيات دفاعا عن الحقوق العربية في وجه الكيان الصهيوني المدعوم من حلفائه من دول الغرب الامبريالية المتصهينة.
في الذكرى 48 لحرب تشرين يتجلى الدور الوطني المميز لقواتنا المسلحة الباسلة ،التي بفضل تضحياتها ستظل سورية منبع التاريخ و صخرة المجد والقلعة الحصينة التي تحطمت عليها المؤامرات والمخططات.
إن معاني ودلالات هذه الذكرى الخالدة هي معان عظيمة تحكي تاريخ جيش عربي سطر ملاحم البطولة والفداء على امتداد تاريخه في مواجهة قوى البغي والعدوان ذودا عن كرامة العرب جميعا ووطننا الحبيب سورية خصوصا ,ودلالاته اليوم في هذه الأيام بالذات تبقى ناصعة واضحة وضوح شمس صباح النصر الذي ننتظره وهو قاب قوسين أو أدنى في هذه المعركة الشرسة التي يخوضها بواسل جيشنا البطل بكل عنفوان وبسالة وعزة وقوة دفاعا عن وحدتنا الوطنية وكرامتنا وعزتنا في مواجهة أقذر حرب شنت على شعبنا .
إن تماسك الجيش العربي السوري أذهل العالم أجمع، وأثار إعجابه، وهذا ليس غريباً على جيش تشرين السبّاق إلى البسالة والتضحية والعزيمة الحديدية والتفاني من أجل مصلحة الوطن والأمة.
إن جيشنا البـاسـل وبعد أكثر من عشر سنوات من الحرب الكونية التي تشن على بلدنا بقي شامخاً كشموخ قاسيون، وهو حصننا المنيع والسياج المتين، وحامي حمى الوطن ، وهو من قدم ويقدم الغالي والنفيس، وهو المدافع عن أرض الوطن ضد كل أشكال العدوان التي تعرض لها، هذا الجيش الذي ناضل وصمد في الماضي ودوره في التصدي للمؤامرة اليوم ليس إلا دليلا على قوة تماسكه ويؤكد أنه على قدر المسؤولية الموكلة إليه، إنه بحق جيش الأمة وجيش الشعب ومنبع الوطنية والحرية والكرامة,و رمز عزة الوطن وكبريائه.
إن الشعب الذي صنع حرب تشرين وحقق الانتصار فيها بصموده والتفافه حول الجيش والقوات المسلحة هو ذاته الشعب الأبي الذي يمضي خلف الجيش لتحقيق الانتصار على الإرهاب والأعداء .
جيشنا هو الضمانة الحقيقية لأمن الوطن واستقلاله وسيادته، والملاذ الآمن لكل مواطن في هذا القطر لأنه العين الساهرة التي تحمي الوطن من كيد المتآمرين والخونة.
سورية ستخرج منتصرة على جميع المتآمرين كما انتصرت في كل معاركها بفضل تضحيات جيشها الباسل الذي أقسم كل جندي فيه على حماية تراب الوطن وتطهيره من العملاء المأجورين.
إن الوطن الذي يبذل أبناؤه أرواحهم في سبيله هو الوطن العزيز والغالي والشامخ والخالد,فتحية لحماة الوطن البواسل في ذكرى حرب تشرين الذين بفضلهم يزداد الوطن منعة وقوة وشموخاً وصلابة و بعطاءاتهم الخلاقة المبدعة يسمو ويشمخ , فأنتم القلب النابض لوطن شامخ لا يعرف الذل والخنوع والاستسلام .
إن نظرتنا إلى المستقبل هي نظرة الثقة وحتمية الانتصار على مشاريع الأعداء والطغاة والإيمان بقدرة بواسلنا على مواصلة مسيرة البذل والعطاء تجسيدا لحب الوطن وعمق الانتماء لترابه.
بهذه المناسبة نوجه التحية لرجال قواتنا المسلحة الأبطال الذين يشكلون قوة الحق ويرفعون صرح الوطن المنيع وإلى أبطال تشرين التحرير وننحني بكل خشوع وإجلال لأرواح شهدائنا الأبرار الذين لبوا نداء الوطن وأدوا الواجب خير أداء ,وضحوا بأرواحهم ليبقى الوطن شامخا قويا.
محمد قربيش