من المعروف سابقا ومنذ سنوات طويلة أن حلاقة الشعر للشباب والرجال كانت عبارة عن نوع من الاهتمام بالمظهر الجمالي بطريقة تقليدية، لكنها شهدت تغيرا كبيرا حاليا لتصبح ضرورة لمواكبة العصر عند الشباب ورغباتهم في تقليد قصات شعر المشهورين سواء من الفنانين أو اللاعبين المشهورين بغض النظر عن تكلفتها المرتفعة, وتشهد صالونات الحلاقة إقبالا كبيرا من الشباب للفوز بموضات وقصات شعر غريبة اقتداءً بالمشاهير من أجل الحصول على المظهر الخارجي المشابه لهم, واللافت بالأمر ظهور قصات بأسماء غريبة لا يتردد بعض الشباب في طلبها، لرسم لوحات في الرأس، دون حرج كطلب قصة شعر باسم عرف الديك أو حتى القنفذ،وغيرها من الأسماء الغريبة .. بالإضافة إلى الأمور التجميلية التي تصحب هذه التسريحات والتي تتطلب تخصيص ميزانية شهرية كبيرة لها، قد تكون كارثة للأهالي .. أصبح اهتمام الشباب بمواكبة الموضة ظاهرة موجودة لا غنى عن الحديث عنها ، إذ يرضخ الشباب لتقليد الغرب في عادات وتقاليد غربية دخيلة على مجتمعنا من خلال تقليدهم الأعمى تحت مسمى الحداثة والتطور نتيجة بعدهم عن القيم وعادات المجتمع.
لم تقتصر الموضة على الملابس والأجهزة الإلكترونية فقط، بل تعدت إلى أن وصلت للشعر، خاصة مع انتشار قصات الشعر الغربية بين النجوم والفنانين من الرجال, ما دفع الشباب لتقليدهم، بسبب حبهم لنجم أو لاعب رياضي مشهور، وجعلها ضرورة حياتية بحكم طبيعة وحيوية هذه الفئة الشبابية.
يقول أغيد “طالب في كلية الهندسة” :الشباب يحبون التجديد والتقليد في الوقت نفسه، خاصة للشخصيات المعروفة والمشهورة، وأغلب الموضات التي قلدها الشباب هي تقاليع المشاهير، سواء في اللباس أو في قصات الشعر وكل الأشياء الأخرى، وبالنسبة إلى القصات بالذات فهي كثيرة جداً، وأراها على الشباب كثيراً، وأحياناً تكون غريبة ولافتة، ومنها ما هو مضحك أيضاً، ولكن في النهاية ما دام صاحبها راضياً عن نفسه فهذه حرية شخصية، رغم أنني أرى مبالغة في بعض الأحيان، وبالنسبة لي لن أقلّد كل شيء هكذا، ولكني سوف أفكر إذا كان لائقاً أم لا .
قيس طالب في كلية الاقتصاد قال : يهتم الشباب بمظهرهم وشكلهم تماما مثل الفتيات ويبحثون عن كل ما هو جديد في عالم الموضة الخاصة بهم، وآخر صيحات قصات الشعر، ومن حق الشاب أن يهتم بمظهره ليكون مميزا ويجذب الأنظار إليه، منوها بأن لكل مرحلة عمرية حياة يجب أن يعيشها الفرد تناسب أفكاره وجيله ورغباته..
نظرة انتقاد
ولبعض الفتيات رأي باتجاه الشباب للموضة وتقليد المشاهير ، ومنافسة الشباب لهم والتشبه بهم عن طريق تقليدهم بالملابس وطريقة الكلام حتى وصل الأمر إلى الشعر وإطالته ووضع المساحيق والكريمات الخاصة به.
تقول هيفاء : أشعر بالامتعاض من الشاب الذي يبالغ في الاعتناء بشعره حتى يتفوق على النساء ، ومحاولة تشبهه بالفتيات يقلل من هيبته كرجل في نظري وأوضحت بأن نظرتها للشباب الذين يقلدون المشاهير بشكل مبالغ تكون نظرة سخرية ولا يثير الإعجاب بقدر الانتقاد .. وأضافت : على الشاب أن يختار قصة شعر تناسبه وتناسب عمره ومكانته الاجتماعية، باعتبار أن الاهتمام بالمظهر شيء أساسي ومهم .
أفكار خاطئة
السيد سالم والد 3 شباب قال: إن مفهوم الموضة هو مفهوم واسع جداً، وغير قابل للتوقف، فهو يتمثل بوجود موديلات جديدة بشكل مستمر، كما أنها لا تقتصر على الجيل الحالي فقط، لأن الأجيال السابقة أيضا واكبت الموضة والتغيرات الحاصلة في أنواع الأزياء وأشكالها، ولكن هل من الصحيح أن نلبس أي شيء جديد ونخرج به إلى الآخرين بطريقة عمياء ؟ . وأضاف : من المؤسف أن هناك بعض الأفكار الخاطئة تمكنت من عقول شبابنا بحجة التطور، إذ إن هنالك ظواهر غريبة مثل الوشم (التاتو) التي يلجأ إليها الشباب سواء أكانوا أولاداً أو بناتا للرسم على اليد من باب الموضة، كما أن هناك من الأولاد من يصبغ شعره بلون غريب مثل البنفسجي والأصفر وقصات شعر الأولاد الغريبة عنهم فمنهم من يطيل شعره مثل البنات، وهناك البعض الآخر يضعون حلقاً على أنوفهم أو يضعونه على آذانهم ، فهذه ليست بموضة لأنها غريبة عن مجتمعنا، فلماذا نأخذ كل ما هو سلبي من الغرب ولا نأخذ ونستفيد من عقولهم وابتكاراتهم الفكرية.
وأكدت أم عيسى أنها تشجع ابنها على تسريحات الشعر الغريبة، وان يعيش كما يعيش أبناء جيله وتجربة كل ما هو جديد، فكل عمر له تصرفات تعبر عنه ويجب أن يعيشها الفرد.
قصي صاحب محل إكسسوارات قال : تغيير الشكل ” النيولوك ” يشغل الشباب والفتيات معا ، لكن أصبح الشباب أكثر اهتماماً من الفتيات بهذه الأمور، وهم يفعلون بأنفسهم أشياء غريبة بحجة النيولوك، تقليداً للمطربين والممثلين ولاعبي الكرة . ونرى في كل مكان تشكيلة من قصات وتسريحات الشعر والملابس الغريبة والسلاسل والخواتم، وكل الأشياء التي يستخدمها الشباب لاتخاذ شكل معين، وغالباً يفعلون هذا بحثاً عن النجومية التي تشدهم للمشاهير , وأضاف : النيولوك استحسنه البعض وجعله أحد أهدافه، ورفضه آخرون واعتبروه تمرداً على تقاليد مجتمعنا ، منوها بأن زيادة الولع بالنيولوك أدى إلى ازدياد الطلب على أدوات التجميل والأزياء الحديثة، والأمر يصل أحياناً إلى رغبة في التغيير الكامل في الشكل بحجة التجديد والتغيير .
تقول سمر طالبة في كلية الطب : أرى أن الاهتمام بهذه الأمور فراغاً في العقل، وعدم وعي، لأن من ينشغل بشكله بهذه الطريقة إنسان يشعر أنه لا يملك أي شيء آخر له قيمة، ويحاول أن يثبت ذاته عن طريق شكله للفت نظر الآخرين إليه بهذه المظاهر، ولكن للأسف لا يمكن لوم الشباب الذي انفتح على العالم عن طريق التكنولوجيا التي أصبحت تروج لهذه الأمور والتي جعلت المشاهير القدوة التي يتعلم منها الجيل الجديد مع التأكيد على أن الشكل أهم من المضمون .
بشرى عنقة