أنهيت جلستي على مواقع التواصل الاجتماعي ..أفكاري بعد تصفح بعض المواقع متداخلة مع بعضها (كبواري الصوبيا) ثم تدخل في الجدار…ولعل الكثيرين منكم يوافقني الرأي بأن وسائل التفاصل كما يسميها البعض غيرت السلوك الجمعي للبشرية في كل أنحاء العالم مما أدى لانقلاب حقيقي في آليات التفكير بجدوى الفنون وخاصة الكتابية منها ..حيث يعاني أصحابها الحقيقيون الفاقة والعوز ويفكرون بطباعة كتاب من قبيل (كيف تصبح أديبا في خمسة أيام ) ..من يملك المال يطبع كتابا ومن لا يملك لا يفعل ..لأن الطباعة مكلفة صفرية الجدوى الاقتصادية ولعل البعض يعيب على المثقفين مجرد التفكير بالحصول على أجرة الطريق من خلال الأدب ويتجرأ آخرون للقول بأن التكسب من الأدب ولى إلى غير رجعة لصالح الفنون الأخرى كالإعلام والتصوير والتمثيل وغيرها مما أدى لظهور أشباه الأدباء يملكون ثمن الطباعة والنشر وأشياء أخرى ..أشباه أدباء تعج بهم صفحات التفاصل ثم تغدق عليهم الشهادات وألقاب الأديب العظيم والشاعر النبيل والإعلامي الفطحل والدكتور الناقد الحصيف وغيرها من الألقاب مما خف وزنه وثمنه,فالشهادات” الكرتونية ” المصنوعة من الورق المقوى باتت مكلفة في ظل الحصار الاقتصادي فاستبدلت الكرتونة بتصميم إلكتروني كتب عليه بيانات كثيرة وألقاب أكثر منها للمكرم بكسر الراء وللمكرم بفتح الراء أيضا ..”البلاش كتر منو” أليس هذا ما يقوله المثل ولعلنا متفقون أننا بحاجة لغربال أدبي .بل لمنخل يفرز الغث من السمين وعدم ترك هذا الأمر للزمن وللمتلقي الذي أعمت بصيرته “كرتونات “التكريم ودروعه لكل “هابوب ودابوب” ممن يدعون الاشتغال في عالم الأدب والصحافة…يعوزنا ربط العملي بالنظري ..الأدب هو أكثر جانب يجب أن نقول فيه للأعور الأدبي ..أعور بعاطفته ولغته ..الأدب لا يحتمل المجاملة يجب حماية المواهب الحقيقية وتطويرها بعيدا عن أضواء الشهرة فالأدب يتطلب الوفاء التام من قبل الجادين وبالأدب وحده لا يحيا الإنسان فإنه يحتاج للكلأ والماء وأجرة الطريق , القصة ليست “برستيج”….فنحن السوريين مقتنعون تماما بعد حرب ضروس أن الجانب الفكري والثقافي هو الجزء القاتم الذي ولغ فيه مشغلو الحرب ودقوا طبولها على رؤوسنا نحن الذين بقينا في بلدنا وانتشر أخوتنا في بقاع الأرض فهل نتعلم من أخطائنا بسدَّ الثغرة بكل الممكن المتاح مهما شح واضمحل أم ثم ماذا..؟
ميمونة العلي