في عيد الشجرة ….تبكي أشجار شارعنا خوفاً وألماً كلما اقترب منها شخص يحمل منشاراً مهدداً حياتها بالموت ..إنها لا تبكي على ذاتها ،بل لحال من اقترب منها مستعيناً بها يريد احتطابها ليقي أطفاله الصغار برد الشتاء.
فالشجرة معطاءة لم تبخل يوماً لا في حر الصيف ولا برد الشتاء ولا بقية الفصول…!
واليوم تكمل مسيرة حياتها بالعطاء إذ تضحي بذاتها لتكون حطباً يوقد ناراً تلتم العائلة حولها والسعادة تلفح وجوههم والابتسامة ترتسم على أفواه الكبار قبل الصغار …!
في شارعنا لم تعتذر أية شجرة عن التضحية بل قدمت ذاتها قرباناً للحب والدفء ..!فقد أدركت سم الصقيع الذي تسلل إلى حياتنا … لا سيما أنها تذكرت كم فرحنا يوماً بل تباهينا كلما زرع أحدنا شجرة في حديقة منزله أو على باب بيته !
لم أتوقع يوماً أن شجرة ما ستقطع بغاية الدفء وأن تكون وقوداً وحطباً للمدفأة التي يفترض بها أن تعمل على المازوت أو الغاز أو الكهرباء …لكنها الحرب القذرة !
ما ذنب الشجرة لكي تقطع , نعترف بقيمتك الجمالية والبيئية ونقدم لك التهنئة بعيدك ولكن !….اعذريني فالحاجة لدفئك تجاوز حدود جمالك وفائدتك في تنقية الجو وما إلى ذلك…!
نبيلة إبراهيم