بين غروب وشروق مضى عام 2021، وكانت ليلتنا تشبه ليلة الشاعر أبي علاء المعري :
ليلتي هذه عروس من الزنج عليها قلائد من جمان
والشاعر الكفيف، الضرير، أبو علاء المعري لم يكن يرى السماء ولا الموت الساري في الهواء أثناء إطلاق الرصاص الطائش ليلة رأس السنة وإنما هي ثقافة وفلسفة وسعة إطلاع لا يدركها المبصرون المستهترون بأرواح الناس بجلبتهم وضوضاء رصاصهم المتطاير في السماء ، وممن لا تتجاوز طموحاتهم حشو بطونهم وإطلاق الرصاص ابتهاجاً وفرحاً بانفلات لارادع ولا عقوبة تكبلهم أو تؤدبهم أو تنال من استهتارهم .
فما نفع الكلام إذا لم يكن له صدى أو مجيب وما نفع القوانين التي تسطر على الأوراق وتحفظ بعدها في الأدراج دون تنفيذ…
فهذه الملحمة المسائية بما تحمله من شجون وأهوال وتغير أحوال من فرح إلى حزن ، واحتمالات خطرة ومخيفة بوقوع محظور، من يضبطها ويردع فاعليها..
صحيح أن جدب الحياة وأزماتها وصدماتها المتتالية تدفعنا إلى انتهاز لحظة فرح وفرج لكن ما هكذا تورد الإبل، ليس بالرصاص نحيا وننسى ونطوي أعواماً طحننا فيها الغلاء والبلاء والأمراض ، والأزمات تتالت ، فظروف حرب قاسية لم يسلم منها البشر والشجر والحجر، أناس كثر لا يملكون ثمن فروج ليسهروا ليلة رأس السنة ويعز عليهم شراء حبة الدواء ،وأناس آخرون ودعوا أحبابهم ليلة رأس السنة.. وأبطال من جيشنا الباسل ساهرون على راحتنا في الميدان وأمهات صاغوا حنينهم دمعاً لأبنائهن الشهداء وكثيرون مرت عليهم الدقائق والساعات كمقصلة تقص أعمارهم طهارة أنفسهم ونقاوة ضميرهم لا يمكن أن تقوّم اعوجاج من ختمت على قلوبهم الأنانية والانفلات الأخلاقي”
السوريون يستحقون الحياة ، عقلنة الفرح واحترام مشاعر الآخرين ضرورة..
ونتفاءل بالقادم لعله الأحلى وتحية لمن سكبوا دماءهم لتغدو حياتنا أجمل ….
وكل عام والساهرون على راحتنا بألف خير ..
العروبة – حلم شدود