كنا ننتظر بفارغ الصبر خبر زيادة متممات الراتب وننتظر بفارغ الجيب والقلب أخباراً تثلج مطالب اتحاد نقابات العمال والمعلمين والصحفيين والأطباء ..و…و…ثم جاءت الزيادات المرتقبة …بعضها مجز ..والبعض الآخر قليلة …وبعضهم ما يزال ينتظر مثلنا نحن اتحاد الصحفيين …ننتظر الموافقة على طبيعة العمل التي تخص الصحفي والتي كان معمولا بها سابقا وفي هذه النقطة بالذات باب النجار ليس مخلوعاً فقد نبت الشعر على لسان أعضاء اتحاد الصحفيين وهم يطالبون بإعادة العمل بطبيعة العمل الخاصة بالصحفي دون جدوى ولا شيء سوى المطالب …
لقد تم مؤخراً زيادة طبيعة العمل للمعلمين وزيدت حوافز عمال توزيع المشتقات النفطية وحوافز عمال المطاحن والمصفاة والعاملين في قسم الأورام والأشعة والمعالجة الفيزيائية .و…و…إلا نحن معشر الصحفيين رغم أن من سبقنا في العمل في هذا (السلك) يؤكد أن طبيعة العمل كان معمولا بها حتى جار علينا الزمان وسلبت منا ….نحن الصحفيين ننتج المعلومة بعد أن نذرع الشوارع في مطاردتها متكبدين خسائر المواصلات والاتصالات من حسابنا الشخصي …رغم تغيرات حقيقية طرأت على هذه المهنة التي _لم يعد الآباء يحبون توريثها للأبناء_ فالصحفي اليوم هو المصور وهو المنضد للمادة مستخدماً أدواته من جوال ومحمول …أي أدوات العمل وتكلفة الصيانة من ماله الخاص …كل ذلك والاستكتاب مكانك راوح وبلا طبيعة عمل…كنت بانتظار سرفيس يقلني لحارتي عند موقف التربية حيث تصل السرافيس مليئة منذ منتصف الخط “روحة رجعة ” سألتني امرأة ما تزال تطارد معي السرفيس منذ أكثر من ساعة وقد نشأت بيننا صداقة المصلحة أن تحجز واحدة منا للأخرى إذا ما ظفرت قبل الثانية بمقعد قالت لي :ما هو عملك …وجدتني أجيبها على الفور …صحفية ….؟!
ميمونة العلي