لا يكاد يدخل الفرح قلوب ونفوس جماهير حمص الرياضية بفوز فريقيها الوثبة والكرامة وتقدمهما في الدوري الممتاز لكرة القدم حتى يخرج مسرعاً تاركا ً الفرح وراء ظهره ومخلفاً الحسرة والألم في الأسبوع التالي مع الخسارات أو التعادلات الخاسرة ومع نزيف النقاط والتراجع على سلم الترتيب في مسيرة متأرجحة للوثبة ومتعثرة جداً للكرامة الذي دخل دائرة خطر الهبوط إلى جانب أندية جبلة والمجد والساحل وغيرها ولكن هذه الأندية بدأت تصحو مؤخراً وتقطف نقطة من هنا ونقطة من هناك بعكس الكرامة الذي بدأ خطه البياني بالتراجع وإهدار النقاط ولم يقطف سوى أربع نقاط في الإياب من 12 نقطة في أربع مباريات بفوزه المفرح كثيراً على الساحل 5/2 وخسارته المؤلمة أمام جبلة 1/2 وخسارته المستحقة أمام الوثبة 0/2 وتعادله مع الشرطة 1/1 ومبارياته القادمة كلها صعبة سواء مع فرق الوسط أو المقدمة وحتى المتأخرة التي تقاتل وتلعب بأية طريقة مهما كانت على حساب الأداء في سبيل النقطة والابتعاد عن شبح الهبوط فكل مباراة قادمة تعتبر بمثابة نهائي أو مباراة كأس لا بد فيها من الفوز في الصراع من أجل البقاء مما يزيد من الضغوط والأعباء على كل الفرق وعلى جماهيرها وعلى الحكام وعلى اتحاد اللعبة والضحية دائماً وأبداً كرة القدم والمستوى الفني وعلى حساب التطور الرياضي والالتزام والانضباط في دوري يطلق عليه تسمية الدوري الممتاز ولكنه لم يثبت ذلك حتى الآن -بعد ثلاثة مواسم من انطلاقته تحت هذه التسمية- أحقيته بهذا اللقب لعدم توفر المقومات اللازمة وفي ظل هذه الظروف يجب اتخاذ إجراءات إسعافية عاجلة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه من هيبة كرتنا السورية وسمعتها وتطورها وتراجعها .. والبداية من الأندية التي تعتبر اللبنة الأولى في البناء الرياضي خاصة وضع فريق الكرامة الذي يعتبر مع الاتحاد الفريقان الوحيدان اللذان لم يهبطا إطلاقاً عبر تاريخهما وتاريخ الدوري السوري وهما معين لا ينضب من المواهب المتميزة والرافد الدائم للمنتخبات بينما جميع الفرق الأخرى هبطت وصعدت ولا نستثني أحداً عدا الكرامة والإتحاد …وعلى محبي الكرامة العمل مع إدارة النادي ومد يد العون والمشورة في هذا الوقت العصيب الذي يمر به النادي قبل أن تقع الفأس بالرأس وقبل وقوع كارثة الهبوط وعلى الجميع تجاوز خلافاتهم وتنحيتها جانباً لإنقاذ هذا النادي العريق قبل فوات الأوان بأية طريقة كانت.!
نبيل شاهرلي
المزيد...