ترسخت ثورة الثامن من آذار المجيدة عام 1963 في وجدان التاريخ ألقاً مستمراً في حياة البعث وجماهيره على ساحة الوطن .
في صبيحة ذلك اليوم التاريخي في حياة سورية والعرب أجمع , انتقل قطرنا إلى مرحلة جديدة حضارية بمفهومها الإنساني والاجتماعي التحرري لتستمر ربيعاً متجدداً يغمر الوطن بالبذل والعطاء والأمن والأمان وكذلك إعادة الألق للمشروع النهضوي القومي العربي بما فيه من مبادىْ وأسس وأهداف استطاعت ثورة الثامن من آذار من خلاله صياغة تطلعات قومية و وطنية وفق إستراتيجية واضحة ومحددة .
لقد أثبتت ثورة آذار المجيدة أنها ليست حدثا عابراً في تاريخ سورية وإنما الحدث التاريخي الذي أحدث تغييراً فذاً أدهش العالم في رقيه وصيرورته , هذا التغيير الذي ناضل جيل كامل لتحقيقه , وفي هذا السياق نرى أن ثورة البعث انطلقت في مرحلة عصيبة من تاريخ سورية حيث جاءت رداً على حكم الانفصال الذي أطاح بحلم الوحدة الراسخ في أذهان شعبنا هذا الحلم القومي والشعبي الذي تتوق إليه الجماهير بشغف غير متناهي . وبهذا المنظور نجد أن ثورة الثامن من آذار هي ثورة جماهير تتمسك ببناء دولتها وثورة حزب يتواصل مع مشروعه القومي والوطني وثورة أمة تواصل دورها التاريخي في التحرر والتوحد .
واليوم في ذكرى آذار لا تزال سورية تخوض حرباً منذ 11عاماً ضد الإرهاب الدولي ومن يدور في فلكه من قطعان شذاذ الآفاق وإرهابيين قتلة استباحوا الدم السوري الطاهر, وكل ذلك يندرج في عملية تدمير مفهوم الدولة السيادي وحقها في الدفاع عن مكتسبات الثورة وانجازاتها التاريخية , حيث تصدى شعبنا للإرهاب الدولي من خلال إيمانه بالثلاثية المقدسة (قائد وجيش وشعب )هذه الثلاثية الأسطورية التي أجهضت الحرب الإرهابية على سورية بكل أبعادها الجيوسياسية والعسكرية والاقتصادية والإعلامية , وأثبتت للعالم أجمع أن إرادة الشعوب لا تقهرها قوة ولا يهزمها عدوان .
تحية لجيشنا العربي السوري حامي الحمى الذي لايزال يرسم ملاحم الانتصار والفخار على جبين التاريخ والرحمة والخلود لشهدائه العظام والشفاء العاجل لجرحاه.
غالب طيباني