مرايا النهر هو عنوان أراده الروائي عبد الغني ملوك لإحدى رواياته الصادرة حديثاً ووقعت بأكثر من مئتي صفحة من القطع المتوسط ويعترف “ملوك “في البداية أن “مرايا النهر “هي مجموعة من عشرين قصة أطلق عليها اسم رواية لعدة أسباب منها أن الراوي هو محام يسرد ما مر عليه في حياته المهنية وقبلها في صباه وشبابه والأهم أن المكان واحد موحد هو حي الزاوية في مدينة حمص تتفاعل الأحداث فيه ضمن سياق روائي منسجم .
هذه الإضاءة التي يقدمها “ملوك في بداية روايته تضعنا أمام مجموعة من القصص المؤثرة لأشخاص حقيقيين ليسوا من رسم خيال الكاتب عركتهم الحياة وكسرتهم بقسوتها ولذلك بدت معظم القصص مؤثرة أظهرت خيبات تلك الشخصيات في الحياة بسبب ضعفهم الإنساني فكان الكاتب على الأغلب حيادياً أمام مصائر شخصيات قصصه ،فهو مجرد راو لتلك الأحداث وبأمانة مطلقة ،وإذا كان ثمة خيط يربط بين هذه القصص فهو وجود معظم الشخصيات في “حي الزاوية ” – كما ذكرنا آنفاً- وثمة قرابة عائلية بين بعض تلك الشخصيات ،بالإضافة إلى وجود الهم الإنساني الذي يكاد يكون مشتركاً .
وهكذا نكون أمام عدد كبير من القصص التي تعطي صورة ما عما يحتوي المجتمع من قصص مؤثرة تحمل الكثير من العبر والكثير من الانكسارات لشخصيات هذه القصص والتنازلات التي تقدمها أمام عجلة الحياة الطاحنة فنكون أمام شخصيات تلقى حتفها ولا تستطيع الاستمرار في الحياة وأخرى تقدم التنازلات لتعيش وأخرى تفاجأ بما جرى أمامها وهناك قصص قانونية تحدث بها أصحابها أمام المؤلف وقدمها كما هي مثل, قصة محمود المحامي الذي يعمل بشكل مخالف للقوانين وينتهي وراء القضبان وكذلك مروان الموظف الذي يغرق بقضايا فساد وتكون نهايته في السجن .
قصص ” مرايا النهر ” مؤثرة مأخوذة من قلب الواقع قدمها المؤلف بأسلوب جميل ورشيق .
عبد الحكيم مرزوق