تشكل حوامل الطاقة الهاجس الأكبر أمام حركة الإنتاج المحلي ، خاصةً بعدما تعرضت المحطات الحرارية المنتجة للكهرباء للكثير من الضرر خلال السنوات السابقة نتيجة الاستهداف المباشر على يد العصابات الإرهابية المسلحة أولاً و نتيجة الحصار الذي يؤثر و يعيق عمليات الصيانة و التأهيل لتلك المحطات مما يؤدي لخروجها عن الخدمة بين فترة و أخرى ثانياً ، و هذا ما جعل الحديث عن الاستثمار في الطاقات المتجددة ذو اهتمام كبير من قبل الحكومة و رجال الأعمال و الصناعيين رغم ما يعترضه من معوقات ، خاصةً مع ما يشهده قطاع الكهرباء من مشكلات أدت لتطبيق برامج تقنين قاسية إضافة لضعف التيار الكهربائي .
و عن هذا النوع من الاستثمارات في “حمص” يتحدث مدير التخطيط و الإحصاء في شركة كهرباء حمص المهندس بسام اليوسف لـ “العروبة” : بدأت المشاريع المستثمرة في الطاقات المتجددة منذ عام 2018 و يوجد حالياً 6 مشاريع في الخدمة و تم ربطها بالشبكة و تعطي 960 كيلو واط كهرباء منها 30 كيلو واط في صدد و الباقي في المدينة الصناعية بحسياء و مع نهاية العام الماضي تم ربط 1 ميغا شمسي بالشبكة ليصبح لدينا 1960 كيلو واط ساعي شمسي إضافة لربط 2,5 ميغا من العنفة الريحية الثانية ليصبح إنتاج العنفتين الريحيتين 5 ميغا واط.
مضيفاً : يوجد مشاريع قيد التنفيذ و مشاريع قيد الترخيص وبالنسبة للمشاريع المرخصة تعطي حوالي 45 ميغا و هناك معوقات عديدة تؤخر بدء تنفيذها منها الحصار الاقتصادي الذي يعيق عمليات الاستيراد إلا أن بعضها بدأت بالتنفيذ فهناك مشروع يعطي 3 ميغا و آخر يعطي 1 ميغا و جميعها من الطاقة الشمسية ، مشيراً أن الإقبال على مشاريع الطاقة الشمسية أكبر من الريحي نتيجة كلفته الأقل علماً أن مردود المشاريع الريحية أكبر إلا أنها ذات تكاليف أكبر ، و يوجد في محافظة حمص “كوريدور “هوائي ممتاز للاستثمار بالطاقة الريحية و هناك مناطق واسعة موزعة في المحافظة لاستثمارها بإنشاء محطات كهروضوئية كالمدينة الصناعية في حسياء إضافة لإمكانية دمج الاستثمار بالطاقة الريحية مع الطاقة الشمسية ، و يمتاز المناخ في حمص بسطوع شمسي جيد في أغلب أيام السنة و تنخفض الانتاجية فقط في أشهر كانون الأول و الثاني و شباط إلى ما بين 20 – 30 % و يكون المردود جيدا فيما تبقى من أيام السنة و طبعاً يعتمد هذا الأمر على توزع و توجيه اللواقط الشمسية بحيث تعطي مردودا أكبر و حالياً جميع المشاريع تقوم بتثبيت اللواقط بسبب الرياح التي لا تسمح بتقنية تغيير اتجاه اللواقط مع الشمس و لهذا يتم التثبيت على المحور الذي يعطي أكبر مردود ممكن من السطوع الشمسي بحسب المنطقة ، و تقدر ساعات عمل اللواقط الشمسية وسطياً بـ 5 ساعات يومياً بينما ممكن أن تصل ساعات الإنتاج بذروتها من الريحي إلى أكثر من 8 ساعة يومياً .
و عن الخدمات التي تقدمها الشركة للمستثمرين قال اليوسف : نقوم بإطلاع المستثمر على خرائط الكمون الريحي و الشمسي ليقوم بالاستثمار بالشكل الأفضل بحسب المنطقة التي يقام عليها المشروع ، لافتاً أن الاستثمار في الطاقات البديلة مشجع جداً و هناك تسهيلات كبيرة للمستثمرين و نرى أن الاستثمار في هذا القطاع واعد ، وخلال هذا العام تقدم مستثمران للاستثمار بالطاقة الشمسية في المدينة الصناعية في حسياء إضافة لمشروع 1 ميغا في قرية أوتان قيد التنفيذ ، و تم توقيع العديد من العقود في العام الماضي إلا أنها لم تنفذ حتى الآن .
و بين : أن جميع المشاريع دون 10 ميغا يتم الترخيص لها من شركة كهرباء حمص و ما عداها يكون الترخيص من الوزارة ، و حالياً الظروف المناخية لا تسمح بأعمال الاستثمار بهذه المشاريع كاشفاً أن هناك مشاريع واعدة ستظهر اعتبارا من الشهر السادس و ما بعد ، و أن الترخيص حتى الآن جيد حيث تم الترخيص لما ينتج حوالي 45 ميغا إلا أن التنفيذ بطيء بعض الشيء .
و لفت إلى أن هناك بعض المستثمرين ينتظرون وضوح كيفية قيام المصارف بالمشاركة بنسب من كلفة المشاريع أو إعطاء قروض لمشاريع الطاقات المتجددة و حتى الآن لا يوجد وضوح بهذا الأمر ، إضافة لمخاوف لدى بعض المستثمرين من تخفيض سعر الكيلو واط على الشبكة نتيجة تغير سعر الصرف إلا أنه مازال ثابتاً حيث يكون 7 سينت يورو لما هو دون 10 ميغا شمسي و 6 سينت يورو لما هو دون 10 ميغا ريحي و هذا السعر مشجع جداً إذا تم قياسه بالبلدان المحيطة ، و يتم تسديد ثمن الكميات المستجرة من المشاريع بناءً على سعر الصرف لدى البنك المركزي بشكل شهري أو كل شهرين بحسب الاتفاق الموقع مع المستثمر .
و ختم بالقول : يبدو أن هناك حديث عن إنشاء مشروع مزرعة ريحية في منطقة السنديانة و ننتظر ورود كتاب توجيهي من الوزارة بهذا الخصوص و طبعاً يتم التوقيع على المشروع مع وزارة الكهرباء كون الإنتاج سيكون باستطاعات أكثر من 10 ميغا واط و نأمل أن يوضع المشروع قيد التنفيذ قريباً .
العروبة – يحيى مدلج