نبض الشارع … بورصة الأسعار

كل الأمور التي تتعلق بالغلاء المعيشي تكشف عن حياد العلاقة بين الرقيب والتاجر ، وأن السوق تحول إلى ” وكالة بدون بواب ” وفق قول الأشقاء المصريين..

فبورصة السكر والبرغل والكثير من المواد الغذائية وكذلك الخضار والفواكه – تضع العقل بالكف والأسئلة حيالها لا جواب لها ، سوى استخدام الأزمات متكأ لجموح الأسعار التي لم تعد تعرف الاستقرار ، وهذا طبيعي  كون التجار هم من يملكون زمام الأسعار ودور الرقابة وحماة المستهلك تلمس الأعذار .

فلا تبحث أنت المواطن الغارق في الغم والهم عن طوق نجاة للقمة التي  طالها الغلاء ، يكفي أن تسأل صاحب البقالية أو التاجر المنفوش ريشه  ماسعر- مثلاً – كيلو السكر فيجيبك أربعة آلاف ليرة وكيلو البرغل بـ 6000ليرة ، و …و..وكل إجابة تشعرك بالإحباط في عالم كئيب وواقع فقدت فيه اليقين بالسيطرة ومواجهة طوفان غلاء يجتاح بدون رحمة – واقعنا  المتأزم ويزيده  وزمة وتعقيداً وكل اجتياح له قراءة باردة من قبل  الجهات المعنية  ، ورغبة اللائذين بالرقيب والحسيب والسيطرة على الأسعار هي رغبة مستجير من الرمضاء بالنار ..الأشياء تثقل على الفقير عيشته وتزيده بؤساً أمام جدار الصمت الذي يطرق به رأسه في اليوم عشرات المرات والإلحاح في الطرق لا مجيب له يفك القهر ويملك زمام مبادرة حقيقية ..

المواطن يعي جيداً الواقع والمتغيرات التي تتلاحق تباعاً و التي يجمعها تجار الأزمات ويضربونها  بأخماس وأسداس أضعافها لتفصل وتركب الأسعار وفق مزاجهم.. تصدعت آذان المواطنين من التنظير دون فعل حقيقي يضع حداً للجشع والطمع فالحال  الاقتصادي يتناسل وسط الشرر الذي يوقد شعلة الأسعار من قبل تجار أزمات متعجلين لها وجاهزين لأزمة لاحقة وهكذا هي حال المواطن مع كل أزمة تنخر كالسوس في عظم ووجدان من لا ضمير يتملكهم سوى فلوسهم..

وتبقى بوابة الأمل مشرعة بانتظار غد أجمل ..

    حلم شدود

المزيد...
آخر الأخبار