” البرغل” بعد ارتفاع أسعاره يغيب عن موائد المواطنين!! لتر الزيت ١٣-١٤ ألف ليرة… الجهات الرقابية عاجزة عن ضبط الأسواق والكلمة الفصل للتاجر ..
واصلت أسعار جميع المواد ارتفاعها بوتيرة متسارعة الأمر الذي زاد من معاناة المواطنين وتسبب في انخفاض قدرتهم الشرائية إلى مستويات متدنية وغير مسبوقة…
حالة عدم استقرار وانكماش واضحة نتيجة اختفاء العديد من المواد التموينية التي تمس حياة المستهلك ما أدى إلى ارتفاع أسعارها “ارتفاعا قياسيا” هذا إن وجدت لدى باعة المفرق أو نصف الجملة بسبب احتكارها من قبل التجار طمعا بتحقيق المزيد من الأرباح على حساب لقمة المواطن.
الجدير ذكره أن بعض المواد سجلت قفزات نوعية في أسعارها خاصة البرغل والزيت مما أثر (كما ذكرنا) على حياة المواطنين المعيشية ونظام غذائهم الذي بات في مهب الريح …
حاولنا معرفة انعكاس ارتفاع أسعار المواد على قدرة المستهلك الشرائية ورأي مديرية التجارة الداخلية وحماية المستهلك بذلك والإجراءات المتخذة من قبلها بحق المخالفين فكانت اللقاءات التالية :
أبو طلال (موظف) قال : لم يقتصر ارتفاع أسعار المواد الغذائية على بعض السلع بل امتد إلى سلع تموينية هامة.. فهل يعقل أن يصل سعر كيلو البرغل إلى ٧٠٠٠ ليرة بمختلف أنواعه وقد كانت هذه المادة غذاء رئيسيا على موائد المواطنين في ظل ارتفاع الأسعار الخيالي وتساءل عن قلة طرح هذه المادة في الكثير من صالات السورية للتجارة بأسعار منافسة .
وأضاف : بات شراؤه من الأحلام وأصبح كغيره من المواد صعبة المنال..منوها أن الجميع يعلمون أن الكثير من المواد في الأسواق قديمة ومع ذلك ارتفعت أسعارها إلى مبالغ خيالية فهل يعقل أن يصل سعر لتر الزيت مابين ١٣-١٤ ألف ليرة وكيلو البرغل في المحال مابين 5500 – 7 آلاف ليرة بعد أن كان ملاذ ربات الأسر للهروب من شبح الغلاء !!
أبو عبيدة (موظف) قال : تشهد الأسواق اختفاء معظم أنواع الزيوت من المحال ولم أجد عبوة زيت سعة ليتر إلا في محل واحد يبيع اللتر بـ١٢٥٠٠ ليرة… , وأضاف بلهجة ساخرة عند محاولة المواطن الاعتراض على السعر يمتعض صاحب المحل ويقول له: اذهب واشترِ من محل آخر بـ ١٤٠٠٠ ليرة أو ابقَ دون زيت.. دبر حالك…
وتساءل : كيف سيتدبر المواطن الذي أنهكته تكاليف الحياة القاسية أمور معيشة عائلته..
يرجع عبدو “تاجر مفرق” سبب اختفاء بعض المواد إلى تأثير العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا على الأسواق السورية وخاصة مادة الزيت والذي تصل نسبة الأوكراني منه ” على حد قوله” إلى ما يزيد عن ٦٠٪…وأوضح أن رأسماله هو بضاعته وأن عدم رفعه لسعرها سيضعف قدرته على تعويض تلك البضاعة…
توجهنا إلى مديرية التجارة الداخلية وحماية المستهلك حاملين هموم المواطنين وآمالهم في إيجاد الحلول للتخفيف من وطأة ارتفاع الأسعار الخيالي فكان رد المدير رامي اليوسف بالقول :ارتفعت أسعار الزيت عالميا وأدى ذلك لارتفاع السعر في الأسواق السورية بالإضافة إلى قلة العرض حيث انه على مستوى محافظة حمص يوجد معمل وحيد من المعامل الخمسة يقوم بإنتاج مادة زيت دوار الشمس وطرحه في الأسواق والذي حصل على صك سعري حسب بيانات التكلفة لديه.
وأضاف : المادة متوفرة لدى السورية للتجارة وفق البطاقة الالكترونية بكمية ليتر واحد لكل بطاقة وبسعر ٨٢٠٠ ليرة.
أما عن ارتفاع أسعار البرغل فقد عزا السبب إلى الطلب الشديد على المادة علما أن الحرب الروسية الأوكرانية تلعب دورا هاما باعتبار أن روسيا المصدر الرئيسي للاقماح الطرية المستوردة والتي تستخدم في إنتاج مادة البرغل.
ونوه إلى قيام عناصر مديرية التجارة الداخلية وحماية المستهلك في حمص من بداية العام الحالي وحتى تاريخه بتنظيم ١٠٤٩ ضبطاً عدلياً بمخالفات متنوعة منها ١٢٦ ضبط مخالفات جسيمة (اتجار وتصرف بالمواد المدعومة من قبل الحكومة – الغش والتدليس – مواصفات وبيانات – مواد فاسدة ومنتهية الصلاحية – مواد مجهولة المصدر وغيرها) وتمت مصادرة كميات كبيرة من المواد واتخاذ كافة الإجراءات القانونية اللازمة بحق المخالفين وفق أحكام المرسوم التشريعي رقم ٨ لعام ٢٠٢١.
كما تم سحب ٢٧٣ عينة للتحليل والدراسة السعرية وكانت نسبة العينات المخالفة أكثر من ٥٠ %.
وأكد على موضوع الرقابة الشعبية وضرورة إعلام المديرية سواء على هاتف الشكاوي ١١٩ أو مواقع التواصل الاجتماعي عن أي مخالفة لتتم المعالجة فورا واتخاذ الإجراءات القانونية أصولا.
بقي أن نقول :
إلى متى سيبقى المواطن حقل تجارب ، يركض لاهثا وراء لقمة عيشه التي لم يعد يفكر سوى بتحصيلها ، وإلى متى دور الجهات الرقابية غائب والتجار يتحكمون في أسعار السلع الغذائية والاستهلاكية الضرورية بحجج واهية وغير مقنعة ، وكيف سيصمد هذا المواطن في ظل ظروف باتت تعجيزية لا يظهر من خلالها بصيص أمل .. إلى متى ؟؟!! .
العروبة – بشرى عنقة