ينتابني إحساس متشابك من العواطف المتباينة والتي هي أقرب إلى الشفقة والحزن حين أرى جموعاً من المواطنين متجهين للتسجيل على سلال غذائية ، ربما تحتوي على بضعة عبوات من زيت دوار الشمس الذي بات المواطن في هذه الأيام الحرجة يتناوله بعد ارتفاع سعر صفيحة زيت الزيتون، وربما بعض كيلوات من رز وسكر وبرغل وعدس وغيرها من مواد طالها جنون الأسعار في السوق، هي أقصى مايحلمون الحصول عليه كمساعدة بعد أن انفرطت حبات الرفاهية في غفلة من عيون الزمن، سلال تعتبر إسعافاً غذائياً للعائلات الفقيرة لا تجعلهم يسبحون في رغد العيش وفضائه الفسيح وإنما هي حصوة تسند جرة كون الراتب بات يذوب كقطعة ثلج من أول نقطة ماء بسبب الغلاء الفاحش الذي جعل التجار ينظرون باستهزاء إلى الجيوب المسجونة في زنزانة جشعهم وطمعهم المعهودين فيهم ..
وفي مرحلة التقديم على المعونات يواجهون بعض مخاتير الأحياء ، وما أدراك بالمخاتير ، هم الذين أكثرهم لا يبتسم لرغيف الخبز الساخن كما تقول العامة في أمثالهم الشعبية ما جعل الكثير من المتقدمين يقسمون باللاعودة مكرهين حتى لو أحيطت حياتهم المعيشية بأسلاك شائكة من الفقر و التعتير كون تلك السلال والحصول عليها ما تزال موضع شك وريبة، إذ ربما تكون نوعا ً من الإحصائيات لتعداد السكان كما صرحت مواقع رسمية ..
فصبر جميل وبالله المستعان…
عفاف حلاس