نقطة على السطر ..أوهام

جلسات التنجيم تتصدر عقول البعض وتغزوها بقوة .. ترسم حياة مشتهاة غيابياً أمام بخور يطقطق في منقل فحم ودخان متصاعد يغمر المكان ..

كل ما يريدونه نقطة أمل في رحلة بحثهم عن حضن آمن يلوذون به طلباً لطمأنينة مزدانة بالكذب والخداع , معجبين بما يطلقه الدجال من أحلام وردية منبعثة من قلب الظلام ..

ينظرون إلى عيني المنجم بشغف ودهشة , يستحثونهما على النطق بشيء ينعش أملاً , يلتمسون من كلماته طريقاً وهمياً لن يجدوه أبداَ , حالهم كحال المستجير من الرمضاء بالنار في ظل أزماتهم المتلاحقة التي استبدت بهم وسلبتهم هناءة عيشهم … اقتصادية كانت أم اجتماعية ..

فانبثق في ظل هذه المعمعة أشخاص متسلقون  قرروا أن ينصبوا أنفسهم ملوكاً للدجل ليصححوا حظوظاً عاثرة , اقتحموا عالم التنجيم بقوة في حركات مسرحية مفبركة .. هي فرصتهم لاقتناص أرباح تفوق الخيال , البعض ألف الكتب ودبج الكلمات فيها , ناسجين أحلاماً و أوهاماً للعب على أوتار حاجة الناس وظروفهم المعيشية الصعبة نظراً لأهمية قراءة الحظ في الحياة النفسية المأزومة والمهزوزة …

فحال هؤلاء الحالمين بحظوظ وافرة كحال من يغوص في رمل دافئ ناعم لكنه وهمي يبتلعهم في نهاية المطاف , قد سمعنا قصصاً وحكايا كثيرة عن ضحايا الدجل الذين هم من الناس البسطاء والمساكين هدفهم رزقاً قادماً بيسر وسهولة ترسله لهم السماء من غامض علم , ليقدموا ليراتهم القليلة على حساب أشياء أكثر أهمية , حساسة وضرورية لحياتهم المعيشية ..

ربما هي غريزة الاستسلام لمتعة الكسل والابتعاد عن إيجاد حلول منطقية لواقعهم القائم ومن ثم الخنوع للأمور السلبية في الحياة الراهنة .

عفاف حلاس

المزيد...
آخر الأخبار