تأتي ذكرى الجلاء اليوم ووطننا لا يزال يتصدى للعدوان السافر الذي تشنه دول الاستعمار القديم الجديد للنيل من صمود سورية ومواقفها المشرفة في مواجهة مشاريعهم الاستعمارية الهادفة للسيطرة على المنطقة ونهب خيراتها, فالشعب العربي السوري الذي دحر المستعمر الفرنسي في الماضي يواصل اليوم دحر عملائه المأجورين عبر تمسكه بوحدته الوطنية مع قيادته الحكيمة وجيشه الباسل الذي يحقق الانتصار تلو الانتصار في القضاء على الإرهابيين أينما وجدوا.
تأتي ذكرى الجلاء مترافقة مع انتصارات جيشنا وتصديه لأعتى هجمة استعمارية وحرب كونية تستهدف وجود ووحدة وطننا ، و صمود الشعب والجيش صفاً واحداً عبر التاريخ في مواجهة الهجمات الشرسة تلك عبر التاريخ ألهم المؤرخين لكتابة وتسطير ملاحم ومعاني هذا اليوم لتكون عبرة للأجيال القادمة ولتذكرهم بأن هذا الشعب قدم الكثير من التضحيات في سبيل حريته واستقلاله.
ولتسليط الضوء على أهمية هذه المناسبة وكيف تناول التاريخ عيد الجلاء ومعانيه وقيمه السامية كانت لنا اللقاءات التالية …
الدكتورة فيروز يوسف رئيس الجمعية العلمية التاريخية بحمص قالت : يوم الجلاء يوم أشرقت فيه شمس الحرية الساطعة على وطننا ، و دوت كلمة الحق عاليا .. يوم النصر العظيم..إن الأبطال الذين غرسوا شجرة الحرية بيدهم، وسقوها بكريم دمهم غدت في هذا اليوم المبارك وارفة الظلال، أصلها ثابت وفرعها في السماء… أولئك الذين استشهدوا ليبقى الوطن، هم أصحاب الفضل الأول في هذا النصر المبجل, وما يوم الجلاء هذا إلا عيد الفداء ومهرجان الشهداء، فسلام عليهم في عليّين،… وإن الانتصارات التي حققها ويحققها جيشنا الباسل وتضحياته الكبيرة ضد الإرهاب اليوم ما هي إلا استمرار للتضحيات التي أورقت في يوم الاستقلال دفاعاً عن الوطن وسيادته، ففي السابع عشر من نيسان عام 1946 نالت بلادنا حريتها مع خروج آخر جندي فرنسي من أراضيها وتحقق الاستقلال لتتجدد في كل مرة المعاني السامية لهذه المناسبة العظيمة مع كل حرب نخوضها، فتكون المنارة التي يهتدي بها أبطالنا وشعبنا في رفض أي محتل أو غازٍ لأرضنا,وأضافت :لقد أثبت شعبنا وجيشنا البطل أنه شعب جدير بالحياة بعد التضحيات الجسام وتقديمه آلاف الشهداء والجرحى فداء لحرية الوطن، حيث يحقق جيشنا كل يوم انتصارات جديدة على الأرض في حرب كونية، والتي بدأت تنحسر بعد تهاوي الأعداء يوماً بعد يوم لنرى بأم العين أن سورية التي انتصرت بالأمس وحققت الجلاء قادرة اليوم على صنع انتصارات جديدة على كل قوى وشراذم الاحتلال والعدوان ، ولتصدح حناجر الشعراء السوريين والعرب لتتغنى بأفراح الجلاء ولتوثقَ لتلك الفترة المجيدة من تاريخ سورية الحديث عبر القصيدة والقصة والرواية لتخليد بطولات أولئك الأبطال الذين صنعوا ملحمة جلاء المستعمر عن أرض الوطن وتكريس ما أبدعوه في المراجع التي يعود إليها الباحثون والدارسون لتلك المرحلة الهامة من تاريخنا، لتكون ذخيرة لتنشئة الأجيال اللاحقة على الإيمان بحرية الوطن وتعزيز ثقافة المقاومة في نفوسهم.
وقالت : في ظل بطولات جيشنا الشجاع سنكون قادرين دوماً على أن نقول لكل محتل وغاصب هيهات منا الذلّة، فنحن شعب لن يضيع البوصلة ويعرف كيف يعبّد طريقه بدماء الشهداء وبطولات الأبطال وصولاً إلى الانتصار.
مجد سليمان مدرّس تاريخ بيّن أن يوم الجلاء يعتبر المنعطف الحقيقي في تاريخ سورية الحديث ومنه بدأ درب النضال والنصر بعد أن احتلت فرنسا قطرنا أكثر من ربع قرن فبدأ نضال شعبنا ضد كل أشكال وممارسات الاحتلال الظالمة.
وقال :إننا نعمل على تسجيل صفحة متجددة في تاريخنا وتاريخ المنطقة والعالم.. صفحة جلاء جديد.. جلاء الإرهاب والمحتلين عن أرضنا الطاهرة وتحرير الجولان وعودة كل شبر من أرضنا الغالية إلى الوطن مشيرا إلى أن تقاليد الشعب السوري الكفاحية وحماية الاستقلال تلقائية ليست بحاجة إلى نظريات وعلم.. إنها جوهر كيانه وعنصر أساسي في بنيته النفسية والوجدانية منذ بداية التاريخ,منوها أن ذكرى الجلاء تعيد لذاكرة السوريين تاريخ أجدادهم الذين صنعوا الاستقلال لاسيما في ظل ما تتعرض له بلدنا من حرب إرهابية تكفيرية ظالمة تهدد تاريخنا وتراثنا الثقافي القومي.
بسام محمد مدرّس تاريخ قال : في عيد الجلاء لابد من تذكر التضحيات والبطولات التي قدمها الشعب السوري لمواجهة المستعمر الفرنسي دفاعا عن كرامة سورية والأمة العربية حيث سّطر ملاحم بطولية ضد الاحتلال والاستعمار المتعاقب عبر التاريخ و أثمرت تلك التضحيات عن نيل الاستقلال , مؤكدا أن الشعب السوري الذي انتزع الاستقلال بالأمس قادر اليوم بهمة وصمود وبسالة جيشه وحكمة وشجاعة قائده على صنع النصر النهائي حفاظاً على سيادة وطنه وقوته وعزته وكرامته.
عصام فارس