نقطة على السطر.. وجاهة

 النزاهة وعمل  الخير ليست  كلمات ينطق بهما  اللسان وإنما هي قول مقرون بالفعل ، فكثيراً ما نصادف أشخاصاً يدعون النزاهة  والشرف وكأنهم قادمون من مدينة أفلاطون الفاضلة ، مهرة في استخدام كلمات تثبت أن لهم أياد بيضاء على من حولهم تركت فيهم إرثاُ من التفاؤل والأمل وكأنهم أباطرة زمانهم من خلال طقوس معينة يقدمون من خلالها الأعطيات ، فيشيعون حولهم جواً من    الإعجاب والدهشة بكرمهم الحاتمي ليتربعون على عرش الوجاهة والقوة بمبالغاتهم المعتادة التي تملأ الدنيا ، ولكننا حين نقترب منهم أكثر تتقاذفنا الأسئلة حولهم ويتنامى فينا الصراع بين أفعالهم المخالفة وأقوالهم الجميلة ، هؤلاء أبعد ما يكونون عن النزاهة تكشفهم فضائح متنافرة مسيئة لأنفسهم وللمجتمع الذي يعيشون فيه ، تتبدى أمامنا بشاعة نفوسهم وضغائن قلوبهم في مواقف أخرى والتي هي أشد فتكاً وأوجع مقتاً من الجريمة ذاتها ..

في واقعنا الحالي أمثلة كثيرة شهدناها كحكايات لأناس وقعوا في أحابيل هؤلاء وكانوا ضحايا  بسبب بساطتهم وعفويتهم ، اكتشفوا غبنهم بعد فرار واختفاء أولئك المنافقين من حياتهم والذين  بدؤوا يظهرون في مكان آخر وبقناع جديد في حياة أكثر ملائمة لنفاقهم ، يكون على هواهم ، يناسب مقاسهم الأخلاقي ..

 والسؤال هل بوسع هؤلاء الاختفاء إلى الأبد تحت ستار سميك يقيهم من محاسبة الضمير المجتمعي الحاضر ، أو ربما المحاسبة القانونية على سلوكياتهم المسيئة للإنسانية ككل ..؟!.

 عفاف حلاس

المزيد...
آخر الأخبار