للبرد وقع خاص كقص المسمار إذ أخذ هذا العام بتجميد الأطراف ونخر العظام لقلة مادة المازوت وغلائها مما قض مضاجع المواطنين الذين عانوا ما عانوه من شتاء قارس لتتكون في نفوسهم عقدة الخوف كلما انسحب شهر من شهور الصيف ملاذ كل طالب للدفء, والذي جعلهم يطرحون الأسئلة كسيل عارم , لماذا لم تصل الدفعة الثانية من مازوت التدفئة إلى الكثيرين ؟؟ فالتصريحات كانت كثيرة بتوفير المادة المدعومة والحرة لكل مواطن من محطات يحددها المواطن لكن كلها كانت في مهب الريح !!
ذلك المواطن الذي بدأ يشعر بالغبن إذ وصلت الدفعة الثانية إلى غيره متخطية دوره , الخيبة ترافقه خوفاً من خسارة دفعة مدعومة تقيه شر زوابع برد قادمة في الحدود الدنيا تولد لديه في كل مرة كلمات وتعابير جديدة توصّف الحالة المرة التي يمر بها , إذ اضطر الكثيرون للجوء إلى مدافئ الحطب بما تحمله من روائح مزعجة ودخان متصاعد يخرج منها المرء في نهاية النهار بنفس أسود وأجساد مريضة خاصة المصابين بالأمراض التحسسية, فنوبات السعال ليلاً نادراً ما تفارقهم لكن للنار والدفء سحر عجيب يجبرهم على التدفئة بجمر الحطب ما جعلهم يرتادون الكروم لقطع بعض الأغصان اليابسة والبعض أقدم على قص أشجار جيرانه المثمرة عشوائياً ودون رادع من ضمير كل ذلك من أجل قهر البرد كون الحطب متوفراً في الطبيعة خاصة في قرانا الغنية بالأشجار اليانعة ليقف حائراً بين ضنك العيش وعسرته وبين اضطراره إلى الاعتداء الجائر على الأشجار .
فهل من حلول قريبة وناجعة في الأيام القادمة ؟!! ربما …
عفاف حلاس