جاء مرسوم العفو رقم 7 تتويجا لنهج المصالحة والصفح والمسامحة الذي انتهجته الدولة السورية عبر العديد من المصالحات في العديد من المناطق السورية.
العروبة التقت عددا من دكاترة كلية الحقوق بجامعة البعث للحديت عن أهمية المرسوم ودلالاته ومعانيه ..
الدكتور طارق كهلان الأبيض من كلية الحقوق في جامعة البعث بين أن مرسوم العفو رقم 7 لعام 2022 والذي يقضي بمنح عفو عام عن الجرائم الإرهابية المرتكبة من قبل السوريين قبل تاريخ 30 نيسان 2022 يعد من أهم مراسيم العفو وأوسعها شمولا بالنسبة للجرائم الإرهابية, ويهدف لفتح صفحة جديدة للذين غرر بهم أو أخطؤوا بحق الدولة للعودة إلى المجتمع والمساهمة ببناء الوطن وإعادة إعماره ,لافتا أن المرسوم يعد الأول من نوعه ولا يحتاج إلى إجراء تسوية أوضاع كما هي العادة في قوانين ومراسيم العفو السابقة بل تقوم وزارة العدل ومؤسساتها بالعمل على التدقيق بالملفات فوراً ,ويعود مواطناً طبيعياً يمارس حياته بشكل طبيعي, ويستطيع العودة إلى أرض الوطن فوراً ولو كان قد سبق وصدر بحقه إذاعات بحث وملاحقة حيث أنه وبموجب مرسوم العفو سيتم تلقائياً إلغاء إذاعات البحث من قبل الضابطة العدلية وكف البحث عن المشمولين بالعفو من مرتكبي الجرائم الإرهابية إن كانوا مقيمين في سورية أو خارجها، ولا داعي لأي مواطن سوري في الخارج للمراجعة أو القيام بأي إجراء طالما شمله هذا المرسوم، حيث ستقوم الجهات المعنية تلقائيا بالمعالجة، وهذا بطبيعة الحال سوف يسهم بعودة الكثير من أبناء سورية إلى وطنهم، وخاصة اللاجئين منهم, مؤكدا أن مرسوم العفو رقم ٧ هو مكرمة من السيد الرئيس بشار الأسد الغاية منه عودة الجميع لحياتهم الطبيعية للمشاركة في بناء الوطن ويحق لكل مشمول بالمرسوم سواء كان داخل البلاد أو خارجها الدخول والتجوال ضمن الأراضي السورية بدون أي ملاحقة أو سؤال من أي جهة كانت مشيرا أنه منذ اللحظة الأولى لصدور المرسوم تمت المباشرة بعمليات إخلاء سبيل الموقوفين والمحكومين من قبل النيابات العامة.
عقد جديد بين أبناء الوطن
وبين الدكتور علي ديوب من كلية الحقوق في جامعة البعث أن مرسوم العفو الذي أصدره السيد الرئيس بشار الأسد له خصوصية فريدة باعتباره مرسوما خاصا بجرائم الإرهاب, منوها أن المرسوم يؤكد أن الوطن يتسع لجميع أبنائه وأن الأب لايتخلى عن أبنائه ويتسامح عن أخطائهم مهما بلغت جسامتها .
موضحا أن المرسوم يعد بمثابة عقد اجتماعي جديد بين أبناء الوطن هدفه إعادة إعمار الإنسان والوطن وترسيخ للهوية السورية, ويعد المرسوم تأكيد لانتصار الدولة السورية على أعداءها وتجسيد للمصالحة الوطنية التي لا تتم إلا بالتسامح فالكل يسامح الكل.
من أهم مراسيم العفو من حيث شموليته
وأوضح الدكتور فيصل الحكيم من كلية الحقوق في جامعة البعث أن مرسوم العفو الأخير يعد من أوسع وأكبر مراسيم العفو من حيث شموليته..وهناك إجراءات قضائية معينة تلي تنفيذ المرسوم وخاصة إذا تبين أن الشخص الذي صدر قرار بإطلاق سراحه مطلوب بإذاعة بحث معينة أو نشرة تخلف عن الخدمة الإلزامية أو الاحتياطية وبالتالي هذه الإجراءات التي تلي إطلاق السراح في حال كانت هناك إذاعات بحث أو نشرات تخلف يتم البدء بمعالجتها مع أول يوم دوام رسمي يوم السبت 7 أيار ابتداء من القضاء العسكري .
مشيرا أن المرسوم منعطف قانوني جريء في تاريخ الحياة القانونية السورية وصفحة جديدة في حياة سورية المستقبلية وأن الدولة السورية أرادت منه انتشال الأشخاص من الجرائم التي تورطوا بها والانتقال بهم من مسارات الهدم والتخريب إلى مسارات العلم والبناء وإعادة إعمار البلد.
يوسف بدور