لا يمكننا أن نعد ونحصي القيم النبيلة المستمدة من سير الشهداء المشرفة فهي كثيرة و تتمثل بالشجاعة والبسالة والإقدام والإيثار والإخلاص والولاء والانتماء والعزيمة التي لا تلين، وغيرها من القيم التي ستبقى دروساً عظيمة للأجيال، تنهل منها على مر العصور كل المعاني الأخلاقية الراقية .
وبمناسبة عيد الشهداء التقينا عدداً من أسر الشهداء للحديث عن معاني ودلالات هذا اليوم وكانت اللقاءات التالية:
والدة الشهيد فادي مصطفى الشيخ قالت : عيد الشهداء هو عيد لكل الأمهات السوريات اللواتي علمن أبناءهن حب الوطن والدفاع عنه معربة عن اعتزازها وافتخارها بشهادة ولدها الذي قدم روحه فداء للوطن ..
وأضاف والده: مشاعرنا مفعمة بالفخر والاعتزاز فليس هناك أعظم من الشهادة والتضحية بالنفس من أجل سورية التي تربينا على خيراتها ، وإن الحفاظ على الوطن وأمنه واجب على جميع أبنائه ..
ذوو الشهيد محمد حسين الحاج محمد قالوا : عيد الشهداء يجسد حب الوطن والكرامة, وعندما قدم الأبطال أرواحهم فداء للوطن فإنهم اختزلوا كل القيم الإنسانية الجميلة والعظيمة كالإخلاص والصدق والوفاء وإن مفهوم الشهادة لدى شعبنا يمثل مخزونا ثقافيا وأخلاقيا انعكس في قدرة شعبنا على التصدي للهجمة البربرية التي كانت غايتها استئصال حضارتنا وتدميرها وقتل الإنسان في سورية الذي يمتد بجذوره إلى عشرات آلاف السنين,وأكدوا أن تضحيات الشهداء لم تذهب هدرا وأن الدماء الطاهرة أينعت نصرا سيخلده التاريخ بأحرف من نور.
شقيق الشهيد منتظر غازي القاسم قال: الشهادة في سبيل الوطن من أعظم المقامات وأرفعها , فهو غال , ولن ننسى دماء شهدائنا العظام وأرواحهم الطاهرة فهم ضحوا بأغلى مايملكون في سبيل إبقاء راية وطننا الغالي شامخة .
والدة الشهيد مقداد وجيه العلي قالت : عيد الشهداء محطة مهمة في حياتنا , وإن يوماً واحداً لا يكفينا لأن عيدهم في كل يوم , مؤكدة أن الأمهات السوريات أرضعن أبناءهن حب الوطن والدفاع عنه فكانوا أهلا للفداء والتضحية …وشرف لي أن أحمل لقب أم الشهيد الذي دافع عن وطنه وقدم روحه من أجل تراب سورية الغالية.
ذوو الشهيدان موسى ومحمد حسين الأبرش قالوا : نحمل في داخلنا مزيجا مختلطا من مشاعر الحزن والافتخار لقد فقدنا جزءا من أرواحنا لكن الوطن كان أغلى وأثمن من كل الاعتبارات فقد علمنا أبناءنا منذ نعومة أظفارهم أن الوطن هو الكرامة والشرف وعليهم أن يقدموا أغلى ما يملكون ليبقى عزيزا مصاناً منيعاً في وجه الأعداء الذين تكالبوا عليه وأرادوا له الخنوع ..
هيا العلي – بشرى عنقة